الميت

رضى كنزاوي | المغرب

سأعتبرني ميتا منذ الآن

ومنذ الآن 

سأوصي الأكفان

أن تغطي خصور الراقصات

والمرتجفين بردا في الشتاء

ولتدعني وشأني..

أحب أن أحب عاريا

وأن أكتب عاريا 

وأن أموت عاريا…

لكني أحب أن أحيا دافئا 

بين ذراعي امرأة أو وطن 

غير أن وحدها المقاصل والمشانق

من فتحت أذرعها باتساع.

سأعتبرني ميتا 

و ستتبع جنازتي الزواحف

والديدان..

و لن أحضر عشائي معكم 

تحدثوا وحدكم عن الرجل المسكين

الذي لا يرفع رأسه إلا إذا 

نادته امرأة من سطح بيتها

عن مقبط سقط من نشيرها.

سأنتحي ركنا في الظلام جنب سكير

أعاقره زجاجته 

ننتظر قطعة لحم في خبز 

ونضحك على الأحياء.

سأرى هل ستذرف زوجتي ما وعدتني

به من دموع

أم ستترك حصة للزوج القادم 

ولغسل أوان البيت.

وهل أبنائي يحبونني حقا

أم موتي يعادل موت العصفور الذي قتلته القطة.

سأعتبر نفسي ميتا منذ الآن

كي أرتقي سلمي الاجتماعي على نعش

وماذا لو ارتقيته حيا؟

السماء واسعة ولن أُعثر عصفورا

ولن أمنع صعود الدعوات و الأمنيات

حتى لو قدر وثقبت سحابة برأسي

سأخيطها وقد ألمعها أيضا

بدموعي ولعابي.

سأعتبرني ميتا منذ الآن 

فليس صعبا أن تموت أو  تمثل 

نفسك ميتا..

الصعب أن تحيا وينقصني حذاء 

لأتمرن على ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى