فالزم الذكر إنّه السبّوح
د. ريم سليمان الخش | فرنسا
لاح وجها معذبا يستميحُ
ألم الناس من أذى يستبيحُ
.
حمل الأهل ضمهم في عروقٍ
كم تأذت وقلبه المجروح
.
رافق الركب مبعدا وهو منهم
هل لقلبٍ من الأسى تبريحُ!!
.
من رحيلٍ وظلمةٍ واغترابٍ
لو يعودون والوغى يستريحُ !
.
كلما ارتاع من قساوة منحى
سلك الدمع حارقا ويسيحُ
.
متعب الظلّ موجعا من فجاج
لاتُراعي مهجّرا لا تُريحُ
.
كلما الريح صرصرا داهمتهم
عرض الصدر حاجزا : لو تروح!
.
إنْ كستهم وقاحة الطين قهرا
مسح الثوب رمشه المقروح
.
لبسوا الطين حظهم من بلاد
لفظتهم لفاسدٍ لا تطيحُ
.
لم تدعهم بحضنها ذات بؤسٍ
يالنأيٍ وقد شكته القروح
.
في بقاعٍ كئيبة بانعزالٍ
يتعامى عن نزفهم ويُشيحُ
.
كلّ باب أمامهم سدّ غِلا
سادن الحب بابه مفتوح
.
ناشر الطيب بلسما من عبير
كم يواسي مدامعا ويُريح
.
يتعرى من السماجة حسّا
طاهر الروح في العذاب مسيح
.
قال للريح خففي اللسع أهلي
يتأذون والليالي نزوح
.
في خيام كأنفس البعض عهرا
لا تُراعي شعورهم تستبيح
.
قال ياغيث كم سمعتُ نشيجا
حين تهمي بحرقة وتنوح
.
منذ دهر وقلب غيمك يبكي
وهزيمٌ ملّوَع مبحوح
.
ليس أرقى من انهمارك دمعا
تتعزى مواجعٌ وجروح
.
ويفوح العشب النديم اجتراحا
لم يعد عابق الشذى إذْ يفوح !!
.
ماالتفاسيرُ؟ هل هناك جوابٌ
قال عندي وجوههم والصفيح
.
قال مهلا فكل كرب سيمضي
فالزم الذكر إنّه السبّوح
.
وتخطى قتامة الوقت زهدا
كم تعافى من ملحه مجروح
.
أين فرعون بعدما قد تمادى ؟
أين منه ممالك وصروح !؟
.
كلّ حيٍ بأمره سوف يفنى
هل لقارون ماله المسفوح؟!!
.
وعد ربي بنصرة الخير حقٌ
قد كفاني من الأُلى تلميحُ