الحزن

نداء يونس | فلسطين

لوحة زيتية للفنان إدوارد ديبات بونسان

الحزن، ابن الكلب، هذا

لا تحتمله إلا إذا ربيته كجرو

وتركته يقعي تحت أريكتك

كل مساء

ثم تركت جلدك يلتصق بجلده

في سرير.

 

الحزن ابن الغانية هذا

عليك أن تدفع له إتاوه

كي لا يوقظ الألم الذي خدرته بالخداع.

 

ابن الحانات هذا

الذي يدخنك مثل الماريوانا

يستهلكك مثل الإعلانات

أو أفلام البورنو القصيرة

أو الأخبار اليومية الجادة عن أحداث لا تهم أحدا

لكنها الحشو الضروري لمليء الوعي

وخزان المعرفة التالفة،

الذي يبتزك بسكين صدئة مثل السكارى

أو ينشلك حتى في حكاية حب،

الذي تحاربه بالفضة مثل مصاصي الدماء،

الذي يبقر بطنك بقرون حادة

ويقف على صدرك مثل الجاثوم،

الذي لا يستجيب للمنومات

ولا يثمل رغم ولعه بالذهان

وبالتشتت

وفقدان الذاكرة القصيرة،

الذي مثل الصيادين

في المشاحيف المطلية بالقار

يرمي صنارته باحتراف

وبطُعمٍ لا يقاوم

وينتظر طويلا بلا كلل

حتى يلتقط سلفي معك وأنت تشهق بعينين جاحظتين

بفم مفتوح

بارتعاشة ليست للحب

ولا للنبوة

ويضيفك كل يوم وبنفس الطريقة

إلى لائحة الهوايات،

هذا الحزن،

يخلع حراشفه

يتمدد إلى جانبك

ويسألك، ابن الكلب هذا

عما يؤلمك

ثم يلعق يداك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى