حَتّى ابليسُ تَعَوّذَ مِنهُم
د. عز الدّين أبوميزر | فلسطين
Italian artist (Francesco Capello), born 1944
تَبّا لَكُم وَأَلف تَبّْ
يَا آلَ كَابُونِي العَرَبْ
///
عِصَابَةٌ مَا مِثلُهَا
جُرمَاوَلَا سُوءَ أدَبْ
///
كَم ذِمّةَ قَدِ اشتَرَتْ
عِلّتَهَا كَانَ الذَهَبْ
///
وَكَم شُعُوبَا قَهَرَت
وَعَاقَبَت مِن غَيرِ ذَنبْ
///
وَكَم حُرُوبَا أشعَلَت
وَأوقَدَت فِيهَا الحَطَبْ
مَا هَمّهَا القُدس وَلَا
مَسرَى النّبِيّ المُنتَجَبْ
///
إبليسُ مِن فَرحَتِهِ
بِرَأسِهِ لَهَا اشرَأبّْ
///
وَقَالَ أهلَا بِالّتِي
تُعينُنِي وَعَن كَثَبْ
///
يَا لَيتَهَا مِن زَمَنِ
شَبّت وَعُودُهَا انتَصَبْ
///
قَد هَدّنِي مُرّ الجَنَى
وَمَالَ ظَهرِي وَانحَدَبْ
///
وَالجِسمُ ذَابَ شَحمُهُ
وَاللّحمُ وَالعَظمُ التَهَبْ
///
وَالنّاسُ يَلعَنونَنٍي
بِسَبَبِ وَلَا سَبَبْ
///
وَمَا أقَلّ مَن قَضَى
فِي غَيّهِ وَلَم يَثُبْ
///
وَكَانَ مِن غَفلَتِهِ
فِي غَفلَةِ وَلَم يَتُبْ
///
قَضَّيتُ هَذا العُمرَ فِي
مَظَنّةِ وَفِي نَصَبْ
///
بتَوبَةِ وَاحِدَةِ
كُلّ أُمُورِي تَنقَلِبْ
///
بِلَمحَةِ مِن بَصَرِ
رَأسَا بِهَا عَلَى عَقِبْ
///
عَجِبتُ إذ رَأيتُهَا
وَهَالَنِي هَذَا العَجَبْ
///
قَد فَعَلَت أضعَافَ مَا
فَعَلتُهُ عَبرَ الحِقَبْ
///
وَكَفَرَت بِأنعُمِ
لَهَا الكَريمُ قَد وَهَبْ
///
وَرَغمَ مَا اقتَرَفتُهُ
أشهَدُ أنْ هُنَاكَ رَبّْ
///
وَهْيَ الّتِي تُنكِرُهُ
بِلَا حَيَاءِ أوْ رَهَبْ
///
مِن ضَعفِ كَيدِي أنّنِي
بُؤتُ بِسُوءِ المُنقَلَبْ
///
وَقَد عَرَفتُ أنّهَا
قَد أوقَعَتنِي فِي مَطَبّْ
///
وَأنّنِي كُنتُ لَهَا
مِن غَيرِ عِلمِي شَرّ أبّْ
///
كَأنّ مَا قَامَت بِهِ
صِرتُ أنَا فِيهِ السّبَبْ
///
أعُوذُ بِاللهِ الّذِي
فِي حَقّهِ الحَقّ وَجَبْ
///
عَالِمِ الغَيبِ الّذِي
مَا عَنهُ شَيءٌ قَد عَزَبْ
///
مِنهَا وَمِمّا قَد جَنَت
مِن مُوبِقَاتِ وَرِيَبْ
///
وَلَو عَرَفتُ مُسبَقَا
مَا اللهُ عَن عَينِي حَجَبْ
///
سَجَدتُ ألفَ سَجدَةِ
نَافِلَةَ وَمُستَحَبّْ
///
لِآدَمِ وَمَا رَفَضتُ
مَا الإلَهُ قَد طَلَبْ