أيها الإنسان الواهم .. “طظ” فيك
د. أمجد ريان | شاعر و ناقد مصري
كان البوستر واسعاً عريضاً ، وألوانه ثقيلة
والفتاة تفتح ذراعيها من أعلى البوستر حتى أسفله
وتضحك بوجنتين جميلتين ممتلئتين
وأنا كنت أنظر لعينيها ، وأقول في نفسي:
وداعاً أيها الكون
وداعاً في كل لحظة
وداعاً في كل ناصية
وداعاً في كل مطار
وداعاً في كل علبة سجائر
وفي كل شهقة مندهشة :
دائماً يستعد الضائعون لملاقاة المصير
بالأجساد ، وبالرائحة، وبالمجسّ،
وأنا بصفتي أحد هؤلاء الضائعين، أمشي في الأسواق وأبكي
أقف أمام باعة العطارة وأبكي
كفي منقبضة أو مفرودة، والنبض يدق بعنف
ولكن النبض لن بعرف الامتداد
والعقل موهوم بمعنى الأبد
أحس دائماً بالضجيج الفارغ، والمناورات الهشة
وأتسائل دائماً: ما سبب كل هذه “الأزعرينة” ؟
.
ألتقط الفراغ واحتضنه
والنساء تكشف مكري، وسذاجتى
وأنا جالس على الحصير المفروش بنصف عين
والفتاة الجميلة بشعرها ذيل الحصان
يكشف رقبتها البضة، وأنوثتها الجريئة
تجلس على الأريكة
وأنا على الحصير المفروش، بنصف عين
أراقب ولا أراقب الخدود البضة الناعمة
وقلبي يفيض بالفقدان، وبالذعر المنزلي
أتعمد أن أطيل جلستي في صالة البيت
لأنني إنسان “بيتوتي”
والحنين يمزقني في كل حين .
.
الكاميرا بين أصابعي
ولكن اللقطات تهرب، والأشياء تخفت،
ونحن نصنع تمثيلية الحياة بأنفسنا في كل يوم، ونصدقها في كل يوم
والإلحاح الزمني ينادينا
فهل سنتمكن من الثقة
ومن دخول الممرات التي تأتينا
هل سنتمكن من الاستمرار
في نزع ورقة نتيجة الحائط في كل يوم
وهل سنتمكن من فتح “شيش” النافذة
لكي نشاهد الشوارع وهي تلتوي ، وتخرج من الشوارع
وتظل تلتوي، حتى تصل للأفق.