حِينَ تَرْتَدُّ الظِّلَالُ
محمد الناصر شيخاوي| تونس
حِينَ تَرْتَدُّ الظِّلَالُ
أَسْأَلُهَا تُرَى مَنْ أَكُونُ
من أنا
وَ كَيْفَ بَدَأْتُ
تفاصيل كثيرة تُنَازِعُنِي حَقِّي في السَّكِينَةِ و الْهُدُوءْ
يدا القابلة وَهْيَ تَسْحَبُنِي من سَاقَيَّ الصَّغيرتَيْنِ
كَجُنْدِيٍّ مُسْتَجَدٍّ
يُنَازِعُ مِظَلَّةَ هُبُوطٍ تَالِفَهْ
يَتَحَسَّسُ بِأَقْدَامٍ مُرْتَجِفَةٍ
أَرْضًا لَا تَكَادُ تَبِين
كفارس نبيل جاء هذا الصَّبِيُّ إلى الدُّنْيَا
مُتَرَجِّلًا
ذلك ما تَهَامَست به بَعْضُ النِّسْوَةِ الْجَمِيلَاتِ
مِمَّنْ كُنَّ حَوْلِي يُثَرْثِرْنَ وَ يُحَدِّقْنَ بِي
تُؤَكِّدُ أُمِّي أنني وُلِدْتُ في ليلة الْقَدْرِ
أُصَدِّقُهَا طبعا
لكن ما علاقة أَقْدَارِي بليلة الْقَدْرِ
هل يعني ذلك أَنَّنِي صَكٌّ على بياض
أُزَيِّنُهُ متى شئت بما شئت من الأرقام و الأحلام
إلى حَدِّ هذا اليوم
لم يحصل شيء من هذا و لا ذاك
***
و كَنَهْرٍ تُحَدِّدُ سَيْرَهُ تَضَارِيسُ أَوْدِيَةٍ عَنِيدَة
سِرْتُ و سَارَ معي كل الذي قد صَارَ
أَحداثٌ و أَفْراحٌ و أَحْزانْ
لَا أَلُومُ الْأَيَّامَ التي تَلَهَّتْ بِرَسْمِ شَكْلِي
عَجِينَ الْأِسْفَلْتِ الَّذي حَدَّدَ خُطَايْ
أَوْ رَبْطَةَ العُنقِ الَّتِي أَجْهَضَتْ
بَوَاكِيرَ يَقِينِي و شَكِّي
ثُمَّ ..
——
ثُمَّ لماذا أُجْهِدُ نفسي كل هذا الجهد
أَلِكَيْ أَعْرِفَ مَنْ أَكُونْ
أَكُونُ مَا أَكُونُ
لَا يُغَيِّرُ ذلك شيئا من حَقِيقَةِ عالَمٍ مَجْنُون
كُلُّ الطُّرُقِ فيه تُؤَدِّي إلى الْهَذَيَانْ
وَ ها أَنَا الْآنَ
وَ بَعْدَ زَرْعٍ مِنَ الزَّمَان
أَقْطَعُ مَا تَبَقَّى مِنْ مَسَافَاتِ الْحَيَاة
مُتَرَجِّلًا
أَنْتَعِلُ الْخَصَاصَةَ
وَ الْهَذَيَانْ …