عُمَان في موكب التاريخ

شعر: الشيخ السفير هلال السيابي | سلطنة عُمان

“على المثقف أن يقف كالميزان  في قراءة التاريخ وأحداثه وإلا زلت به قدمه”

نبئاني، قد جلٌتِ الأنباء

وارويا لي، فللحديثِ رواء

///

شابَ فرقُ الزمان والمجدُ ضاح

وتوارى المدى وزانَ العلاء

///

واشرأبت إلى السموات أرض

خفق أضلاعها السنا والسناء

///

ولدت يوم مولد المجد في الأر

ض، وغنت بمجدها الأرجاء

///

أيها الفرقدان، ما أعظمَ الذكرى

عنِ الأمرِ باركته السماء

///

فارويا لي الحديثَ فصلاً ففصلاً،

دونما تعلمانه الأنباء!

///

إن يكن شابَ مفرقُ الدهر منا

فجلالُ، وعزةُ، ونقاء

///

أو يكنْ ألوتِ السنين وغضت

طرفها، فالقرون منا وضاء

///

كم رأينا التاريخ يختال عجبا

كلما زمجرت بنا الكبرياء

///

تتغنى به الحسان وتشدو

بميادين عزه البسلاء

///

واستفاقت من السبات قرون

وأفاقت مشاهد شماء

///

وتجلى التاريخ في موكب المجد

ودوت بظله الصحراء

///

فإذا ما ذكرتنا فاذكر المجد

فإنا رجاله الأوفياء

///

قد مخرنا المحيط شما إلى

رأس الرجاء فجل فينا الرجاء

///

واقتحمنا مدائن السند والهند

فسل عن خيولنا من تشاء

///

ورمى البرتغال منا أسود

حين دارت على الرحى الهيجاء

///

يشرق النور حيثما قد ذهبنا

وكذاك الكواكب الزهراء

<><> 

أيها الفرقدان ما أجمل الذكر

وللمجد نحوه إذكاء

///

فاذكرا لي، واسهبا، فحديث

المجد للدهر واحةُ غَنٌاء

///

أأطلٌ الزمانُ من عهد عادٍ

بربانا، أم قبله الابتداء؟!

///

واذكرا لي الأيام  بيضاً وسودا

تحت ألوانهن معنىً خفاء

///

إنٌ هذا الأديمَ خيرُ كتابٍ

رسمته عبرَ المدى الآناء

///

قبلَ ألفٍ ونيٌّفٍ من قرونٍ

 أشرقت من “عماننا” الأسماء

///

وتجلت أزهى من الشمس مجدا

ربيا تمور منه السماء

///

آهـ بالله ما أجلٌ حديثَ

المجد سارت به الرياح الرخاء

///

فاذكرا لي “الحمراء” عما حكته

لليالي آياتها الحمراء

///

وانظراها صحائفاً مرٌتٍ

الأيام من حولها وهنٌ وِضَاء

///

وسلاها عن الزمان وقد جدٌ

بلاءً،وماعراها البلاء!

///

منكبُ للجلال قام وأعلى

ركنَه، فهو والسماء سواء

///

سطعتْ بين أفقه الشهبُ حتى

قيل هذي “نزوى” وذي “الفيحاء”

///

وتسامتْ به القرونُ

وأعلاه تعالى وباركته العلاء

///

ناف عن هامة الدراري وإن

كان بكرسيه يمور الماء

///

لك حمدي ربٌاه كم يدٌعي

القوم دعاوى جميعها بلهاء!

///

يدٌعون التاريخ زيفاً وبطلاً

وبلادي جذورها شماء

///

ملأتْ صفحةَ الزمانِ، وجالتْ

في سماها الكواكبُ الزهراء!

///

قلعةُ عندَ قلعةٍ عندَ أخرى

أنجمُ دونها  النجوم الوِضاء

///

ونجومُ ثواقبُ تملأ  الدنيا

ضياءً لتشرقَ البيداء

///

تتلقى الديارُ منا الرسالاتِ

كما قد أتتْ بها الأنبياء

///

بلدُ بعدَ آخرٍ أشرق النورُ

به من ركابِنا والضياء

///

كم ديارٍ لم تبصرِ النورَ إلا

من سمانا، وما بذاك خفاء

///

رايةُ إثرَ رايةٍ، ولواءُ

يقتفيه على الصراطِ لواء

///

كلما دوٌتِ الجياد بأرض

زُلزلتْ من صهيلها الأرجاء

///

فسلِ البحرَ عن  كتائبنا الشهبِ

وقد شاقها عليه الحداء

///

كم مخرنا العباب زهوَ علاءٍ

ولكم قد عنت لنا الدأماء

///

قد فلقنا المحيطَ فانسابتِ

الخيلُ عليها الفوارسُ البسلاء

///

ومشينا على الصحاري فهشٌتْ

لعلانا الغبراء والخضراء

///

آهِـ كم جاشتِ الجيادُ على

الصحراء! حتى تغنٌتِ الصحراء

///

يتجلٌى الجلال منهن أسمى

من نجومِ السما ويزهو البهاء

///

ويلوحُ الهدى عليهن نوراً

أينما سرنَ والسنا والسناء

<><> 

حدٌثاني عما حكته الليالي

من هوانا، وماروته ذكاء

///

عجباً إنها العزائمُ والسؤددُ

من دونِ هامِها الجوزاء

///

وأجلٌ التاريخ ما صَنَعَتهُ

بيدِ الله همةُ شمٌاء

///

ورَمَتهُ إلى القرونِ وميضاً

تتراءى ركابَه الأضواء

///

ليت شعري أأدعي المجد زوراً

وكثيرُ في عصرنا الأدعياء!

///

أم اجلٌي  التاريخَ أزهى من الشمسِ

فتزهو الحقائقُ العلياء

///

<><> 

هذهِ..هذهِ “مجانُ” وهذا

“سومرُ” والكتابُ والانواء

///

رفعتْ رايةَ الزمان زماناً

ثم “كنعان” مشرقُ وضٌاء

///

فسلوا عن “وبار” صرحَ “ظفارٍ”

فظفارُ لكل مجد سماء

///

فاح في كل معبدٍ من شذاها

أرجُ، مثلما يضوع الكباء

///

فإذا ضجٌتِ المعابدُ في الدنيا

من العرفِ فهو منا عطاء

///

وازدهتْ في “صحا”غُرٌ الليالي

فأضاءتْ من نورِها الأنحاء

///

بلدُ لم يكن على البحرِ

حتى مطلعِ الشمس مثله وضٌاء

///

قال ياقوت لم: يكن كصحار

بلدُ في جلالها  بناء

<><> 

آهِـ هذا الأديمُ خير كتابٍ

فليرَمْهُ الكتاب والقراء

///

ابداً ما بهِ سوانا إذا ما

مُحٌصٌ الأمرُ لوعلا الادٌعاء؟!

///

٦لاتقولوا “أنا” و” كنا” ف”إنا”

مالها قط غيرنا أكفاء

///

هذه الشمٌ من جبالٍ وأطوادٍ

عليها تاريخنا يستضاء!

///

في سجلِ التاريخِ إنا بناة المجد

في الشرق إذ تعالى البناء

///

قبل ألف من القرون بلغنا

الأفق، والمدٌعون ثم هباء

///

فانتمينا إلى الخليل ولكن

بعضهم قال: إنما الانتماء

///

“لابن قحطانَ يعربٍ” وهو

قول رددته المراجع العلياء

///

وعليه “لينوس”  والشيخ “بطليموس”

وهو الذي أراه السواء

<><> 

آهِـ، والدهر دا ئماً جامحُ الحالِ

فسراءُ بعدَها ضَرٌاء

///

تتوالى الأيام بيضاً وسوداً

وكذا الدهر دورة عمياء!

///

فسمونا على الخلائق حينا

كالدراري مما بنى الكبراء

///

يشهدُ البحر أننا سادةُ البحرِ

وأنا حماتُه الأوفياء

///

كم مخرناه بالجيوش ذهاباً

وإياباً وللمحيطِ انتشاء

///

يأخذون السفين بالغصب قومي

أرأيتم ما تفعل الكبرياء؟!

///

ما فخاري بما أتوه من

الغصب ولكن  بأنهم أقوياء

///

شهدت زهونا المحيطات دهرا

وتعالت بزهونا الآناء

///

ومضينا مثل النجوم إلى أن

“آذنتنا ببينها أسماء”

///

فإذا بالزمان يبتزٌ منا

ما بنته الكتائب الخرساء

///

وإذا الفرسُ يقْبِضُونَ على

الحُكمِ وأبناءُ موطني أسراء

///

يملأون الديار عنف شقاء

وكذا الاحتلال دوما شقاء

///

لم يهابوا حدّ الشعوبِ إذا

ثارت عليهم، وللشعوبٍ انتخاء

///

ملأت خيلهم ذرى الشام و

النيل وعاثت بالكوفة الخيلاء

///

وغدونا والعرش منا لقمبيز

وقمبيز حية رقطاء

///

ملأت خيله الديار وأنٌت

من خطاها العروبة العرباء

///

غير أن الشعوب قد تنحني آناً

لتغلو برأسها الغلواء

///

فترى في الدخيلِ وصمةَ عارٍ

ويح قومي مما أتى الدخلاء!

///

قد غدونا – وللدخيل يد

عسراء – من فعل ما أتى الجهلاء

///

فانبرى الليت مالك ابن فهم

علما كل همه العلياء

///

صارخا هادرا كما يفعل الزلزال

فالأرض تحته حمراء

///

فسلوا إن جهلتم عنه “سلوت”

وكم زمجرت بها الأنباء

///

ضربت منكب الأعاجم

وانسابت عليهم كأنها الرقطاء

///

زلزلزت كل شامخ من صياصيهم

وللسيف ما يرى أويشاء

///

قد سبقنا بذاك ذي قار فاشهد

أيها الدهر إننا العظماء

///

قد تجلى ابن فهم أشجع من ليث

ومن خلف سيفه البسلاء

///

ردها للعلاء بالسيف والنار

فجلت “ماجاننا” العلياء

///

وأضاءت بوهجها لغة الضاد

كما رف بالسما اللألاء

///

غير أنٌ الحياة تأخذ ما أعطت

ولله وحده الانتهاء

///

جلجل الخطب حين قيل”ابن فهم”

قد أصابته طعنة نجلاء

///

فقضى نحبه على يد شبلٍ

صعدت منه صعدة سمراء

///

صوٌب القوسَ بين أذنيْ جواد

وإذا مالك عليه العفاء

///

طعنة من سليمة أنهت

الأمر، ولله وحده الإنتهاء

///

عرف الحكمُ من “هناءةَ ” مالم

يعرف الحكم قبل والحكماء

///

فلقد كان ذا دهاءٍ وعقلٍ

وكذا الحكم حكمة ودهاء

///

بَيْدَ أن الأيام تأبى سوى السوء

فأعلى مرامها الأسواء

///

قَلبَتْ فوقنا المجنٌ وجاءت

ببني الفرس والخطوب عياء

///

أحكموا الأمر من جديد وقاموا

واستماتوا في حكمهم وأساءوا

///

فأتاهم من عبد عز حسام

عربي الغرار ليس يساء

///

أعلن الصرخة الأبية في الشعب

فلبت نداءه الأرجاء

///

صاح فيهم محذرا يالقومي

إنما المجد طعنة نجلاء

///

فاستجابت عمان للصيحة

الغضبى وثار الأشاوس البسلاء

///

كل واد قد فاض بالأسْد

من قومي إلى أن تجلت الظلماء

///

ملأ الساحَ “عبد عز” جلالاً

وبنوه الأعزة النبهاء

///

وهم الشهب “آل شمس” المعالي

ما كأضواءِ شهبهم أضواء

///

فعليهمْ منٌّي السلامُ وإن

باتوا عظاماً فإنهم عظماء

///

وأتانا ابن العاص عمرو رسولا

من لدن خير من رعته السماء

///

سيد العالمين بل خير من

قد أنجبتهم من الورى حواء

///

من كعمرو فتى الدهاء سفيرا

كم جلى المعضلات منه الدهاء؟!!

///

لم يكُ الاختيارُ صدفةَ حالٍ

لبلاد أبناؤها نبلاء

///

بل رماهم بأعظم الساسةِ الشٌمِ

وأدهى من ضمٌتِ الغبراء

///

فلتسائل “صحارَ” عنه وكيف

استقبلته  القبائل الشماء

///

هو  عمروُ إذا الأمورُ ادلٌهمتْ

وتعالتْ بأهلها الكبرياء

///

رحل المصطفى الكريم وعمرو

بعمان، وأهلها حنفاء

///

قبلوا الدين عن رضىً واقتناعٍ

واهتداءٍ مافوقه اهتداء!

///

بارك المصطفى هداهم وأثنى

آهـ هل بعد ذا الثناء ثناء؟!

///

عاد عمرو وصفوة معه منهم

وفي القوم جيفرُ البناء!

///

ورجالُ مثلُ السيوفِ، وأسدُ

كاسرات، وسادةُ نبلاء

///

فأتوا ساحةَ الخليفةِ جرياً

و”لجريُ المذكٌياتِ غلاء”

///

فتلقاهمُ ابو بكرِ الصديقُ

وهو الخليفةُ الوضاء

///

خيرةُ الخلقِ كلٌ هم بعد طهَ

والنبيين، نعم ذاك اللقاء

///

وبأمرِ الصديق راحوا إلى الساحِ

ليوثاً أنوفُها  شماء

///

نبأ جلٌ في الديار ودوٌى

وزئيرُ دوت به الأرجاء

///

وعلى الراية الأجلٌ أبو صفرة

يزهو على يديه اللواء

///

إنه  والدُ المهلٌبِ والليثُ

الذي مالمثله نظراء

///

رجلُ الدولةِ المهيبُ وشيخُ الحرب

سارت بذكره الأنباء

///

طبٌق الأفقَ ذكرُه، وبنوه

سادةُ المجد، مالهم أكفاء

///

فافخري ياعمان بالعظماء الشم

منهم إن تذكر العظماء

///

قسماً ما كآلهم أسد غاب

وحماة الحريم أفاءوا!

///

ولعمري لولا بنيهِ ذوي السيفِ

لعزٌ الخوارج الجهلاء

///

صارمُ قد رمى به الله صرحَ الجهل

فانهارَ، والورى شهداء

///

ثم قفٌاهم العظيم ابن مسعود

فزانت بفضله الأنحاء

///

عُمَريٌ، وحسبه عمرياً

كل نعت من بعد ذاك هباء

///

“معولي” النجار من ذروة الأزد

إذا ما تفاخر الأحياء

///

جاء “شيبان” بعدما دوخ الدولة

حتى أزرت بها الأرزاء

///

ولقد كان صارما لا يهاب

الموت إما قد هابه الجبناء

///

فأتى والسيوف حمراء في كفيه

تجري بها الدما الحمراء

///

“خارجي”  قد صال  ضد بني العباس

لما غلت به الغلواء

///

جاءنا في عمان يطلب منا

نصره فالعدى هم الأعداء

///

فالتقاه الإمام أعني ابن مسعود

كما يلتقي القضاءَ القضاء

///

فانقضى أمرُه و أودت بفوديه

لدى الحرب ضربة نكراء

///

وتجلٌى الإمام بالنصر يسمو

نبوياً لا فخر لا ازدهاء

///

فأتى خازم يحث خطاه إثرَ

شيبانَ والحروب بلاء

///

كان ينوي السفاح مقتله صبرا

لأمر، فصده النصحاء

///

“ارمه مركبا من الأمر صعبا”

يكن الأمر مثلما قد تشاء

///

فرماه بنا إلينا ولكن حكمة الله

فوق ما الخلق شاءوا

///

جاء بالأسد من رجال تميم

وتميم مصيبة دهياء

///

وجيوش الإمام قد أنهكتها

حرب شيبان وهي داء عياء

///

قد أتى “خازم” وراء “شبيب”

والعوالي مسنونة زرقاء

///

وجد الأمر بُتٌ، وانحسم الخطب

وحاقت بخصمه الأرزاء

///

فأدار الهيجا وأشعل نار الحرب

فينا واشتدٌتِ اللأواء

///

وإذا الحربُ كالجحيم وفرسانُ

عمان وقودُها الأصلاء

///

عشرة قيل من ألوفِ رجالِ الحرب

لم تبق منهم خضراء

///

خدعة قيل أشعل النار في الدور

فدارت بأهلنا الهيجاء

///

واستتبٌ  النصر المؤزٌر للغازي

ودارتْ على عُمانَ الرحاء

///

بقي القائد العظيم وحيدا

لم ترعه الهيجاء والهوجاء

///

مثل سبط الرسول أعني حسينا

حين نادته للعلى “كربلاء”

///

كبٌرَ الله.َ، ثم قال: إلهي لك

روحي وما ملكتُ فداء

///

عَبقَتْ من أريجهِ أرضُ “جلفار”

فمثل الأريج تلك الدماء

///

ليتَ “جلفا” تعرف السرٌ أو تدري

بأنا حماتها القدماء

///

سال من قبل ألف عام عليها

دمنا طاهرا فأين الوفاء؟!

///

مالها اليوم تمتري في علانا

أويعلو شمس الضحى الامتراء؟!

///

فاقرأونا فليس ثم سوانا

أبدا، مثلما ترى الأنباء

///

غربت شمسُه وحلٌ بنو العباس

لكن أيديهم عسراء

///

تبعوا نهج “عبد شمس” ولمٌا

يعرفوا غير ما يريد الغواء

///

ليت شعري مابالهم خذلوا “البحر”

وأضواؤه هي الأضواء

///

عبثوا  جهدهم بما صرح

القرآن عنه والسنة الغراء

///

ثم قامت من “اليحامدة” 

الغر إجلاء سادة نبلاء

///

فقهاء، أجلة، فضلاء أُسد

غاب، أيمة، زعماء

///

بدأت “بالإمام ابن أبي عفان

سيفا غراره إغراء

///

غير أن الفقيهَ ابنَ أبي جابر

قد خاف أن يزلٌ اللواء

///

جمعَ القومَ – وهو علامة العصر-

وفي القوم نخبةُ فقهاء

///

فأتوا بالأجلّ يسطع منه

النورُ حتى كأنه اللألاء

///

وارث “المجد ذو الوفاء”بن كعب”

عجزتْ عنْ وفائهِ الأوفياء!

///

قد رأى الواديَ الغزيرَ يدوٌّي

وبه من رعيةٍ  سجناء

///

قال: ربي أمانتي أأخون الله

ربي أين الوفاوالنقاء؟!

///

فتبدٌى والسيلُ طاغٍ

ليحمي القومَ، فالأمرُ ذمةُ ووفاء

///

فغدوا والإمام في ذمةِ اللهِ

وللهِ ما يرى ويشاء

///

حرصتْ  “فرق” أن تضم ثراه كنزَ

مجدٍ لو دون ذاك الدماء؟!

///

وكذاك العظامُ يقتتلُ الناسُ

عليهم لأنٌهم عظماء

///

فانظرِ اليومَ أين موقعُ أهلِ الحكمِ

في الناس، يظهرِ الإزراء

///

وأتانا عيسى بن جعفر بالجيش

على عهده فكان اللقاء

///

وإذا بابن جعفر في الأسارى

ثم يحتز رأسه الحمقاء

///

ليس قتل الأسير من خلْق قومي

أبدا، بل يُكرٌمُ الأسراء

///

وتولٌى من  بعدَهِ  “صاحبُ الناب”

وللنابِ نظرة نكراء

///

عُمَريُ الطباع هدياً وعزماً،

لا امتراءُ في ذلكمْ لا امتراء

///

فاذ افترٌ “نابه” زُلزِلَ القومُ

وقالوا: قضيةُ وقضاء

///

ثم “غسان” والعوالي عوالٍ

إن دهى الخطب أو دهت دهياء

///

ملكُ تاجُه الإمامةُ في عزّ

ألبستني إن جدٌتِ البأساء

///

ثم لاح الحسامُ يضربُ أهلَ الملكِ

والملكُ حالةُ هوجاء

///

وسميٌ الفاروق اسماً ومعنى

عُمَرُ من سمتْ بهِ الأسماء

///

وضعَ السيف في الملوك بني نبهانَ،

والسيفُ للطغاةِ دواء

///

وتوالى الكرامُ من بعده صفاً

كريماً، ايمةُ خلفاء

///

فاذكر “الصلت” منهمُ وتذكٌرْ موقفَ

المجدِ حينَ دوٌى النداء!

///

قال: لبيكِ إن أسدَ عمانٍ

سيجيبون أيها “الزهراء”

///

فاذا السٌفْنُ تملأُ البحرَ والخيلُ

عليها الأجلٌة الأقوياء

///

قيل ألفُ من المراكبِ سارتْ ل”سقطرى”

فزالَ عنها البلاء

///

ثم من  بعده “الخليلان” هذا

“ابن شاذان” سيد معطاء

///

“وابن عبد الإله ” أفضل أهل العصر

ترنو لعزه الكبراء

///

ثم قدجاء ابن أشأم من

رقطاءَ تجري بروحهِ رقطاء

///

“ابن بور” ولم يكن غير هذا

ويحه حينما يحل الجزاء

///

غمرَ الساحَ بالدماء ولكنْ

أيقظتنا تلكَ الدما الحمراء

///

وكذاك الأيام كرُ وفرُ أبدا

ليس من  قناها وقاء

///

فاعذريني يا راويات الليالي

إن ترامت بموطني الأرزاء

///

سنة الله في الجميع فمن

هذا الذي لم تطح به الأنواء

///

وأتى الشٌم آلٌ نبهان من بعد

خروص وهمْ همُ الأمراء

///

سحبوا الملكَ بينهم بردةً حمرا ءَ

تجري بها الدما الحمراء

///

جلٌ منهم “ابن المظفر” ليثا

تتقيه الأساود الرقطاء

///

سال شعرا وفاض كبرا فأنحى

“بركات” عليه والعلماء

///

فغدا لاجئا “بهرمز والقشم”

تدوٌي أشعارُه الغراء

///

كم بكى “العقر”و”العميريٌ” حتى

وجعتْ من بكائهِ “بهلاء”

///

ثم جاء العظامُ مجداً ودوراً

والأسودُ الأعزٌةُ العظماء

///

كان ميلادُهم جلالاً وعزاً

دونَه كلٌ ما بنى القدماء

///

آهِـ منْ لي بهم فألثم كفا

دونها في المعزٌةِ العنقاء

///

فبهم حَطٌمتْ عمانُ قيودَ الذٌل

وانزاحَ عن بنيها العناء

///

نازلوا  البرتغالَ براً وبحراً

ورَمَوْهم فلم يسعهم فضاء

///

صنعوا عبقريةَ الحربِ للتاريخِ

حتى ادٌعاهما الجبناء!

///

وتراءوا  للمجد أقمار عز

تتمتلٌى جلالَها الآناء

///

لا يرون الحياة دون  ذباب

السيف إلا كأنه أقذاء

///

صدقوا اللهَ بالسيوفِ فغنٌتْ

للعوالي المعالمُ العلياء

///

آهـ من”ابن مرشد” من حسام

بين حدٌّيهِ تشرق العلياء

///

بطلُ كالصٌحَابِ هدياً ورشداً

وعليه من هَدْيِهم سيماء

///

أعظمُ السادة الاماجد طراً

وأجل الألى بهم يستضاء

///

وتلاه “سلطان” في سُدٌةِ الحكمِ

وسلطان للجلال سماء

///

واقع البرتغال حتى تهاوت

وتداعى بالبرتغال البناء

///

ثٌمٌ “سيفُ” وايٌ سيفٍ صقيلٍ

حنكته العظام والعظماء

///

ملأَ البحرَ بالسفينِ وأورى العزمَ

حتى تجلٌتِ الظلماء

///

وتعالى بالخيل في البر حتى

ضجرت من جِيادِه الجرداء

///

قيل عنها تسعون ألفاً وبعضُ شكٌ

في العدٌ إذ علا الإحصاء

///

إن تَشُكٌوا فلتنظروا حجمَ ماقد

حكمته راياتنا الغراء

///

ملأوا البحر بالسفين، وصالوا

 بالروابي فغنٌتِ البيداء

///

ما رأى المجدُ مثلَهم أُسدَ غابٍ

أبداً، لا ولم ترَ الهيجاء

///

ويح نفسي من لي بمثلهم اليوم

وحالُ الإسلام ِحالُ عياء

///

فسلامُ الإله يغشى قبوراً

باركتها تحت اللحودِ السماء

///

غير أن الزمان بعد ازدهاء

بعلاهم قد عزه الازدهاء

///

صار أمر البلاد فوضى، وشأن المجد

شانت جلاله الأهواء

///

فأتى الليث “أحمد بن سعيد”

علماً في خيوله خيلاء!

///

فارس أنقذ البلاد وقد كادت

تهاوى بركنها الشحناء

///

نازل الفرس بعدما ملأوا الدار

غثاء فزال عنا الغثاء

///

وأعادَ الأمجادَ مثلَ الثٌريا في

سماها وشعٌ منه السناء

///

وتولى من بعده الحكم “سلطان”

وسلطان دونه العنقاء

///

هبٌ نصرا للرافدينِ وسيفا

إذ أحاطت بالبصرة الأعداء

///

في ثمانين مركبا قام “سلطان”

الذي لا تروعه الهيجاء

///

وتجلى “ببصرة” المجد “

رحمانينا” لا تهزه الدأماء

///

سيدُ البحر، من صحار وصور

فيه عتقُ، ومن ظفارَ ازدهاء

///

وعليها من الجنود أسودُ

صُنْعُها الحربُ والوغى والدماء

///

قام سلطان موقفا لا يبارى

حسدته بها الظٌبا والظٌباء

///

فأماط البأساء عنها واورى

زندها فانجلت بها العرباء

///

غير أنٌ القضاءَ عن كثبٍ

منه فغالته  أذؤبُ حمقاء

///

رصدوا عوده على البحر فانسابت

إليه من بينهم رقطاء

///

ويحهم من قراصن همها الغدر

إذا اهتم بالهدى الفضلاء

///

فأتى بعده العظيم “سعيد “

ابنه، وهو للعلاء علاء

///

سيد العُربِ بين وبر وبحر

وأخو الحرب حين يعلو النداء

///

وهو من أرسل السفير لأمريكا

فدوٌت بذلك الأنباء!!

///

وبدأنا من ثم خير العلاقات

كما تزهر الربا الخضراء

///

همنا.. كل همنا عزة العرب

وهَمٌ الأعراب معزُ وشاء!

///

بعده الدولة العظيمة صارت

دولاً، لا تهابها الاعداء

///

تتعالى الرياح بين بنيه

كلٌ هوجاءَ بعدَها هوجاء

///

فرأى شيخنا “المحقق” أن المجد

من دون نهضة أشلاء

///

آهـ، من كالمحقق الفذ من سيفٍ

بحديه تُضرَبُ اللأواء

///

سار سيرالصحابة الزهر لايثنيه

ثانٍ لو جلٌتِ الأرزاء

///

عرف الله فاستنار بنور الله

والأرض كلها ظلماء

///

ورأى الدين في استقامته

السمحاء ازرت بحاله الأرزاء

///

فأتى بالحفيد سيفا يمانيا

تدوٌي بمجده الأرجاء

///

حمل الرايةَ العليةَ “عزانُ”

وعزانٌ لِلِواءِ لواء

///

عَلمُ الدين والهدى والمعالي

والعوالي، كم ضاء منه السناء!

///

عرفت حقه عمان ولكنْ

نازلته بسيفها “نفعاء”

///

غرٌها نزعة نزارية الروع  

ترامى بها الهوى والبلاء

///

وإذا ما النفوس ضلت عن الحق

أحاطت بركبها البلواء

///

فسما نحوها بحدٌ حسامٍ

جرٌبَتْه المعامع البتراء

///

وتراءى الهدى بحدٌيهِ نوراً

تتراءى مشكاته الفضلاء

///

من كعزان والعوالي عوالٍ

أو كعزان والمواضي مضاء

///

عرفته السيوف في ساعة البأس

ودانت لبأسه البأساء

///

سيد الحرب والهدى والمعالي

والإمام الذي به يستضاء

///

فعليه مني الصلاة دواماً

تتوالى ورحمةُ ودعاء

///

ورعى الله منه روحَاً تجلٌتْ

واشرأبت لمثلها الشهداء

///

ليت شعري أنىٌ يجوز لشعري

أن يرى غير ما رأى الآباء

///

وهم العزٌ والأرومةُ والمجدُ

وهمُ آلُ تغلبٍ النبلاء

///

لهم من كليب عز المواضي

أي عز من بعده أوعلاء!

///

تَعرِفُ الحربُ أنهم أسدها 

الشٌوسُ إذا ما غلت بها الغلواء

///

لهم  دون غيرهم صهوة الشمس

فماذا تقوله الشعراء؟!

///

فسلوا  “بتة” غداة أتاها

“ابن سلطان” عاهل معطاء

///

كان آباؤنا الكرام وقودَ الحرب

حتى تجلت الظلماء

///

راح سبعون ضيغما يتنادون إلى الموت

طاب ..طاب اللقاء

///

فانجلت، واللواء عال، وبيض الهند

تزهو بها الدما الحمراء

///

بَيْدَ أن الهدى أحق بامري

كلٌ ما غايرَ الهدى فهراء

///

أأبيع الهدى السويٌ بجهلٍ

ضلٌ عقلي اذاً وضلٌ السواء؟!

///

وغدا الملك بعد ذاك شجاراً

بين أبنائه، وجدٌ العداء

///

قام “تركي” ولم يهادنه يوماً

من بني الملكِ آلُه الكرماء

///

فانبرى الشيخ صالحُ بنُ عليٍ

ليثَ غابٍ تخافه القرناء

///

لم تلد مثله النساء هماما

نجٌذته التجاربُ الصماء

///

وفتى جيشهِ المظفٌرِ ابن العم

من شرفت به “الشرفاء”

///

حاز مجد السباق كرا وفرا

كلما قيل هاجت الهيجاء

///

فوجئت مسقط الأبية بالجيش

ومادت جبالها السمراء

///

غير أن الأحزاب هبت لنصر”الفيصل”

القرم إذ شجاها النداء

//

وبذا عاد للمليك حلاه

وتعالت باسمه الأسماء

///

هكذا سارتِ الليالى تباعاً

تتروٌى بذكرها الأفياء

///

والليالي كالغاب لا هم للقطان

فيها إلا الغوى والعواء

///

طبع الناس كالسباع بلا فرق

سوى أن كلها رعناء

///

وإذا  أكملت حوادثها الأيام

فالسعد مقبل والرجاء

///

ولذا أكرمَ الزمان عماناً

بمليكٍ كما تشاء العلاء

///

جاء قابوسُ مشرقَ الوجهِ بالبشرِ

مضيئاً تحفٌه الأضواء

///

فأعاد البهاء للوطن الغالي

فلله كيف زان البهاء

///

وغدا الموطن العزيز عزيزا

يتباهى بعزه الأبناء

///

إنه السيدُ الذي أشرقَ التاريخُ

من فوقِ هامِه والسناء

///

جاء للموطن الكريم كريماً

قد نمته الأجلٌةُ الكرماء

///

مجٌد الله عزه وحماه

مثلما شاء ربه ويشاء

///

فاغرس المجد في عمانَ، وعلٌم

كيف يُبْنَى وكيف يعلو البناء

///

وأزح عن منابرِ المجدِ من ليس

بكفءٍ فللعلى أكفاء

///

فعمان الشماء من أول التاريخ

قاداتها هم العلماء

///

ما لها غيرهم إذا حزبَ الأمرُ

وجاشت بأمرها الغوغاء

///

قام بالأمر أحمدُ بنُ سعيدٍ

حينما لجلجت بها الأهواء

///

ودعا صارخا فلبٌاه أهل العلم 

سعياً والسادة الفقهاء

///

ولأنت الإمام ياقبس المجد

فقد جئت والعلا أشلاء

///

فحميت الحمى ولولاك ماجت

ببنيه الكوارث السوداء

///

فَيَمِينُ واري الزناد، وزندُ ليسار

تسري به الشحناء

///

فوقيت البلاد من شرر الفوضى

وجلٌت بحدٌك العلياء

///

وغدت منك درة التاج في العرب

حلاها الشمائل البيضاء

<><> 

قل لماضي الشباة قد وريَ الخطب

وصالت على الهدى الأعداء

///

وتعالى البغاث في الأرض وانسابت

علينا الزواحف الرقطاء

///

أفلا وثبةُ لمثلك تمحو ما بنته

على الهوى الدهماء

///

أبتاه  إليك مني تحياتي

ومن ربك العليٌ الثناء

///

أنت علٌمتني القوافي أحدوها

ولولاك لم يجلٌ الحداء

///

يا فرنداً ماهاب يوماً أخا بطشٍ

وإن هاب حده الأقوياء

///

قد صحبت الإمام نصلَ جرازٍ

بين حدٌيهِ يشمخرٌ القضاء

///

فسلام الإله يغشى رفاتا لك،

من دونها السنا الوضٌاء

///

وعليك السلام من لدن

الله تعالى تحفه الآلاء

<><> 

ياعمان التاريخ ألف سلام

لك يا منبت العلا وثناء

///

هذه..هذه قصيدي؛ ولكن هل 

تفيك القصائد العصماء؟!

//

أنت أعلى من القصيد واسمى

يا بلاداً يسمو بها الإطراء

///

ولك العز والجلالة من ربك

دوما والرتبة العلياء

///

أنت لألاء كل عز ومجد

وسيسمو بهديك اللألاء

///

يتجلى عليك ختما ذكيا

باركته السماء والأسماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى