ثلاث قصص قصيرة جدا
صلاح عويسات | فلسطين
سي السيد
بدأ يضيق بزوجته ذرعا منذ تعرف على تلك الكاتبة المتحررة،أحس بقربه منها كونهما أديبين يتبادلان اﻷفكار ويستمتعان بابداع كل منهما باﻵخر،كاتبة لها شخصية مستقلة تعتز بنفسها،ليست كزوجته قريبته الخانعة الذليلة،نفسيتها نفسية العبد، صحيح أنها تحترمه بل تقدسه ،تلبي كل طلباته برضا وسعادة،حتى دون أن يطلب،تعكف على أحذيته فتلمعها وعلى ملابسه فتكويها،تعد له ما يحب من الطعام،توفر له الهدوء إذا أخذ في الكتابة أو القراءة وتسارع إليه بفنجان القهوة،تكفيه كل احتياجات البيت فهي من تنتقي الخضار والفواكه،وتدير كل شؤون الييت،لا تخرج إلا من بعد إذنه،متسترة،تحرص على راحته إذا مرض…أوووووه مل منها واعتبرها متخلفة،تلك الكاتبة منذ أحبها فتحت عينيه على أشياء كثيرة…السفر والسهر ،الرحلات تناول الطعام في المطاعم التي كان نادرا ما يرتادها،اتخذ قراره وعزم عليه،طلق زوجته وسارع إلى اﻹقتران بتلك الكاتبة… حين عادا من شهر العسل الذي كاد يستنفذ كل نقوده، طلب منها أن تعد له فنجان قهوة ،رفضت قائلة له باﻹنجليزية “هلب يور سلف” يعني إخدم نفسك بنفسك.
ميراث
بعد أن نكل بها دون ذنب، تركها تبكي وتئن من اﻷلم،وذهب ليسهر مع أصدقائه بأنه رجل البيت،وأن الحريم ﻻ يلائمهن إلا الدعس حسب رأيه….هكذا علمه أبوه.
غثاء
شعرت بالزهو حين حصلت على مرتبة الشرف،كثر المهنؤون والهدايا والأمنيات بمستقبل زاهر، زوجوها برجل شعاره :المرأة تخرج مرتين،من بيت أبيها مرة،واخرى الى القبر.