لَا أحد يصدّق كورونا
د. عز الدين أبو ميزر | القدس – فلسطين
انْضَبَّ النّاسُ، وَدَبَّ الرّعبُ، بِقَلبِ الكُورُونَا وَانْجَنَّتْ
إذ رَأَتِ النَّاسَ قَدِ التَزَمَتْ
لَا أحَدٌ فِي شَارِعِنَا مِنّا أصبَحَ يَمشِي أو يَتَلَفّتْ
أتُرَاهَا حَقًا قَد يَئِسَتْ
لَا وَاللهِ، فَقُربَ البَابِ، بَأمسِ الأوَّل قَد وَقَفَتْ
نَادَت مِن خَلفِ البَابِ وَأنَّتْ
كَي تَخدَعَنِي
وَأنَا مِن طَبعِي
أسمَعُ صَوتَ دَبِيبِ النّمْلَةِ إن دَبَّتْ
وَكَأَنَّ كُرونَا تَعلَمُ أيْضًا،
أنِّي إنسَانْ
بٍالطّيبَةِ نَفسِي قَد جُبِلَتْ
وَأُغِيثُ إذَا المَلهُوفُ دَعَانْ
لًكِنْ مَا خَفِي عَلَى سَمْعِي
صَوْتُ المَلعُونَةِ إذ أنَّتْ
وَفَتَحتُ العَينَ السِّحرِيَّةْ
وَبِكُلِّ هُدُوءٍ وَرَوِيَّةْ
فَإذَا بِي أُبصِرُ جِنِّيَّةْ
الرّيبَةُ تَملَؤُهَا وَالشَّكّْ
تَتَهَيَّأُ كَي تَنقََضّ عَلًيّْ
فِي حَالِ إذَا مَا البَابُ فَتَحْ
كَي تَقِفَ بِدَاخِلِ حُنجُرَتِي
وَلِتَنزِلَ بَعدُ إلَى الرِّئَتَيْنِ،
وَتَفتِكَ بِنَسِيجِهِمَا فَتْكْ
فَضَحِكتُ وَمِدفَعُ رَشَّاشِي،
قَد مُلئَتْ كُلُّ مَخَازِنِهِ،
جِلًا وَكُحَولًا قَتَّالًا
فِي حَالِ عَلَى دِيكِ الرَّشَّاشِ ضَغَطتْ
حَرَّكتُ القِفلَ وَلَم أفتَحْ
فِإذَا بِكُرُونَا تَتَهَيَّا،
وًتُحِدُّ النَّظَرَ، تُقَطِّبُ،كَي تُبصِرَ أَوْضَحْ
تَتَلَمَّظُ جُوعًا، حَيثُ الرِّزقُ انقَطَعَ وَشَحّْ
لَم تَعلَمْ أنِّي أخدَعُهَا
وَبِأنِّي مِن زَاوِيَةٍ أُخرَى أُفرِغُ، فِيهَا حِمَمَ المَوتْ
فِإذَا هِي أجزَاءً شَتَّى تَتَفَتَّتْ
لَم تَتَمَكَّنْ مِن أَحَدٍ
أوْ لَمَسَت شَيًّا
وَبَقِينَا الكُلُّ هُنَا فِي الْبَيْتْ
نَسْأَلُكَ اللّهُمَّ لَنَا،
وَلِكُلِّ النَّاسِ، اللُّطفَ بِمَا فِي الغَيْبِ لَنَا بِالْحَقِّ قَضَيْتْ