حلُّها عند ماكرون
منجد صالح | فلسطين
زوبعة قضية وزير الإعلام اللبناني الإعلامي جورج قرداحي، حيال تصريحه القديم عن الحرب في اليمن، يبدو أنّها ستضع أوزارها هذا اليوم الجمعة، وستُتوّج ب (Happy end)، أي بنهاية سعيدة والحمد لله، بإستقالة الوزير الجديد، الذي لم “تسخن مؤخّرته” بعد على كُرسي الوزارة، ولم “يتهنّى بها”، .. يا لطيف!!! .. يا لحظّه العاثر!
ولكن ما يُضفي على “الموضوع” أهميّة استثنائية هو أن الرئيس الفرنسي بذاته وبصفاته، بشحمه ولحمه وهيابة قدره من يرعى الإتفاق شخصيّا، عرّاب الحلّ:
“الإستقالة مقابل اعادة الإهتمام الخليجي بلبنان”!
ومع احترامنا لفخامة الرئيس ماكرون و”جهوده الخيّرة”، وتمنّياتنا ودعواتنا بأن ينجح في مهمّته هذه، وأن تكون “طريقه خضراء” خالية من المطبّات والنتوءات والأشواك، إلا أن تجاربنا السابقة، القريبة والبعيدة، مع فخامته وتدخّلاته ووعوده بقيت نوعا ما عرجاء ولم يصبّ نهرها الموعود في أي دلتا ولا أي بحر أو محيط.
وهنا نشير بصريح العبارة إلى زيارتيه المتواليتين المتتاليتين في غضون شهر إلى لبنان بعد تفجير مرفأ بيروت، وطرح نفسه وعرضها طولا وعرضا على أنه المنقذ والمُخلّص، ووعد ب”كثرة الشحم واللحم” وبملايين أو مليارات الدولارات واليوروات “تهيل” وتهلّ على لبنان وشعبه، عن طريق اجتماعٍ للمانحين “المُحسنين” يُعقد في باريس ل”تعبئة شوالات أبو حزّ أحمر” بالنقود والشيكات والوعود لمساعدة لبنان في مصيبتها، .. لكن الندوة لم تُعقد ولم يصل لبنان “ملّيما أحمرا”!
سأقول كلاما أرجو أن يكون “ظلّه خفيف”. كل الدلائل والإشارات ومجاري التيّارات الهوائية وتلاطم أمواج البحار تُشير وتقول بأن قرداحي سيُقدّم استقالته.
هل ستنزع الإستقالة الفتيل، وتُنقّي وتُصفّي الأجواء والقنوات والعلاقات ما بين لبنان ودول الخليج؟
الله وحده القدير مُسيّر الرياح والغيوم يعلم، .. “علمها عند ربّي”.
لكنني أعتقد أن الإستقالة لن تكون العصاة السحرية التي “تُزبّط” الأمور وكأن شيئا لم يكن.
لأن “الموضوع” كما يقول المثل الشعبي: “ليس رُمّانة وإنّما قلوب مليانة”.
هل ستستطيع لمسات ماكرون “السحرية” أن “تُصفّي” القلوب “المليانة العمرانة” بقليل من القرب وبكثير من البعد؟
غداً، أقصد اليوم الجمعة “سيذوب الثلج ويبان المرج” ولكن وحتى لو ذاب الثلج أو بعضا منه، ونحن على أبواب أعياد الميلاد ورأس العام الجديد وقدوم الثلج، هل ستُحلّ مشاكل لبنان المُتراكمة و”العويصة” اقتصاديّا وسياسيّا واجتماعيّا.
مُجرّد أن يكون “الشيخ ماكرون” على رأس “جاهة الإصلاح” لحلّ “الإشكال” ما بين لبنان ودول الخليج العربي يُدلّل على الفجوة الكبيرة في العلاقات والثقة ما بين الدول العربية، وأنّ الهوّة أصبحت سحيقة عميقة تحتاج إلى ألف “سلّم” لمدّ جسور الودّ والثقة بين هذه الدول العربية المُبجّلة المُحترمة!
نتضرّع إلى الله بدعواتنا بلغة فولتير، اللغة الفرنسية، أن يوفّق “رجل الإصلاح ماكرون” في “مساعيه الحميدة” ل”حلحلة” وحل الخلاف ما بين “الإخوة الإشقاء”.
لأنه يبدو يا سادة يا كرام بأن “الأرض لم تعد تتكلّم عربي”…
وإنما “تتكلّم الأرض في أيّامنا هذه .. فرنسي”