حوار مفقود
زين عبد الحكم | مصر
رأى معلمه يجلس بمفرده على أريكته فى مكانه المعهود، هم بالذهاب إليه ولكنه توقف وفكر،،، وأخيرا وجد نفسه أمامه ويشير إليه بالاستئذان فى الجلوس بجواره، أذن له المعلم وافسح له مكانا على الأريكة،،، نظر المعلم إليه فوجد إبتسامة تملأ وجهه فبادله ذلك، أشار الطالب إلى معلمه بقبضة يده وأصبع الإبهام إلى أعلى ففهم المعلم بأنه يسأله عن احواله فرد بنفس الإشارة ورفع يده إلى السماء معبرا عن حمده لله،،، بدأ الطالب فى حوار مع معلمه بشكل متسع وطريقة سريعة بكلتا يديه.
وجد المعلم نفسه يقف عاجزا على مجاراة الطالب فى الحوار فهو حديث عهد بالتعامل مع لغة الإشارة لأن الفترة القصيرة التى قضاها فى المدرسة لم تمكنه من إتقان هذه اللغة،،، شعر المعلم بالحرج وظهرت على الطالب علامات الضيق والغضب بسبب فشل معلمه فى التواصل معه فهو يحتاج إبلاغه بشئ مهم بداخله،،، أخذ المعلم فى الرد على ما فهمه من إشارات الطالب ولكنه كان قليلا،،، حاول الطالب مرة ومرات فى إفهام معلمه ولكنه فشل فتوقف عن الحوار وفكر فى ان يشرح للمعلم ببطئ وتروى،،، وقف أمام معلمه وأشار إليه بأصبع السبابة ثم أعاد الاصبع إلى صدره هو فأشار المعلم إلى طالبه بأنه قد فهم بانه مريض وقلبع يؤلمه، فحزن الطالب وعبر عن رفضه لما فهمه المعلم بهز رأسه (لأ لأ) وعاود افهام المعلم بما يقصد من الإشارة السابقة ولكن المعلم وقف صامتا عاجزا عن الفهم،،، وقف الطالب متحيرا شارد الذهن فهذه المرة بالذات شعوره فيها بالعجز واحتباس الكلمات بداخله كبير ومؤلم، ففى الوقت الذى يريد أن يعبر فيه عن شئ تجاه معلمه يشعر بعجزه وتمنعه قيوده،،، تألم المعلم لهذا الموقف المحرج وتمنى لو كان يعلم كل مفردات هذه اللغة وعزم على تعلمها مهما كلفه هذا من جهد ووقت،،، وبينما المعلم شارد يفكر إذ بالطالب تنصرف عنه مسرعا دون استئذان وما هى إلا برهة وعاد ثانية ويحمل فى يده دفتر قدمه إلى معلمه ، نظر المعلم إلى الصفحة فوجد مكتوب عليها (أنا بحبك يا أستاذ بسبب معاملتك الطيبة لى).