رسالتي إلى أبي هناك

فوزية أحمد فيلالي | المغرب

أبي العزيز

وفلذة على صدري” زهرة”

هذا الصباح سمعت نواء …غثاء…خواء فتذكرت صرخات الظلم  التي لبستها عارا ،وتذكرت أشياء وبصمات موشومة على بطني السخي .سوط جلاد الزمان وبراءة ميلاد برعم ندي على كتفي .

سرت عبر زحمة الحقائب والصقيع يدمي وجهي البارد

أبتي :في سن العشرين أقسم أنك تذكر باب السجن وقبعة السجان وهو يحمل وراء ظهره وثيقة ضياع لفتاة ربيعية عشقت أن تشم على صدر عارٍ عطرا  ذكوريا  (Boss) .

 ذات ليلة ماجنة  سلمت فيها نفسي  لرغبة زائفة ظننت أنني وجدت من يحضن حبي المراهق ويسدل أوراق العنب على سوءتي بعدما سقطت عارية وقدمت لآدم تفاحة لعشق  عذري لم يمسسه جان.

ساح دم البراءة على منديل النكران  وقيثارة السراب تشدو أوثارها، تؤرق فطرتي على وسادة دنسها الليل الهارب بعيدا عن  لغة التوسل بالاطمئنان.

أبتي :كيف فعلتها بي ،أغلقت كل أبواب النجاة وصببت الماء  على الزيت الساخن لتشعل في خوفي براكين الهذيان عرجت بي نحو فضاءات أخرى تبرأت من أبوتك وسهلت طرق النزوع إلى الهاوية لينتفخ بطن الشوارع في رحم أرض نكرة

تطرح نفاية خارج المجتمع النظيف.

حملت لقب” أم “ع” ؟ ”  بين ثديي فسيلة غرسها ذلك المعتوه في قمة نشوته   وهو يهمس في أذني .. – كم أحبك –

أستسمحك أمي ربما كنت مخدرة بأبيات شعر ( أبي نواس).

اختار لها الطبيب المولد  لقب “زهرة ” تفاؤلا في تلك القاعة المطلة على الوحدة المليئة بالأسلاك  الكهربائية المنطفئة ببند قانوني مشرع باسم  “الأحوال الشخصية” والألم يمزق شرايين رحمي الصغير ارتجافا وخوفا .من مصير مجهول

كم وددت أن تكون بجانبي أن أسمع ثوت أمي وهي تقبل خدي وتطبع رضاها على زهرتي الممدودة على سرير الرضع.

وباقة  الورد المزركش تراقص شراشيف غرفة الولادة.

لم أكن أدري يوما أن الحب حرام وأن الرعشة تنقلب إلى قضبان وأن الرعشة تموت خارج الأحضان.

تالله لست مريم ولم أكن باغية. دخلت محراب الصبابة قبل الأوان حتى أصبت بعمى الألوان وأنا أنظر في السماء إلى قوس قزح ونجم سقط فوق  خافقي ربما سهوا ذات ليلة كان فيها القمر يرقص والنجوم ترتل تلاوين الأمنيات وكنت وأنا وهو في قفص يسكب كؤوس الرغبة في جحيم  قبلات ملثمة  بنبيذ أحمر .

وصرت وصار ضدي الزمان الذي لا يعترف إلا بعشق ذكر.

يبرئ الفاعل ويكسر المفعول به جرما وجزما.

أعرف جيدا أنني يا أبي ما زلت في مخيلتك أطرق باب ذكرياتك وتدمع خفية لكي لا يراك شيخ القبيلة ،أما أمي الحبيبة مسكينة هي تحت جناحي أسد تطل عن غيابي من شرفة حسرتها وتحمد الله على عمر في مسودة القدر ينتظر ساعة الغفران.

سامحني إن كتبت لك رسالتي بأسلوب سوسيوطفولي ،خال من  رسم الايداع لحقوق النشر والطبع. أعرف أن قدميك جفاها نور الحروف ذات جيل بلا كناش للحالة المدنية.

وها أذا اليوم أبحث أنا الأخرى عمن يعمد” زهرتي «ويمنحها تذكرة اعتراف وبنوة.

خطي به منعرجات ومنحدرات كما حياتي  المسلوبة والمصلوبة تماما وأسلوبي مفكك ومبهم شيئا ما…!

 ربما تفهمه أخواتي من بعدي أو ربما تحتاج لفارس يفك شفرات فلسفة لم اكن  يوما فيها متفوقة ولم أكن أركب مدارج مدارس الديماغوجيا

اليوم في جمعية نسوية تحمل عنوان “أمهات خارج السيرك” على وٍزراتٍهن السوداء علامة عدد فردي  لا ينتمي للأعداد الزوجية في المجموعة*N .

“وازهرة “يا طفلة لا أزال ألعب بدمية القصب وأشعل النار في الحطب وأكنس الخطايا بملفوف العنب أضع كتبي على رفوف خيمتي وأوزع قبلاتي على فقراء الشغب .

 

متى تسمعني أحباري ،يلتمس الرحم أعذاري و يفك المجتمع طلاسم المنفى عن خفقات قلبي وأسراري  ،حيث تمحى كل آثاري من “كناش” بين يدي أب يحمل إسمي ومًنٍيّ لقبي وكل أعماري.

تائهة في أسطول النكران

ابنتك بلقبك …الحجر داخل نسوية المجتمع

..

رسالتي ذات شتاء بارد جدا

والمطر يبلل عقد رضيعة نكرة بلا انتماء

في_ الحجر_ الصحي_

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى