قرداحي      

منجد صالح | فلسطين

لا أدري إذا ما كان هنالك أيّة علاقة تربط اسم جورج قرداحي مع بلدة القرداحة، مسقط رأس الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، أم أنّه مُجرّد صدفة تطابق أو تشابه بالأسماء؟؟!!على كلّ حال ربما كان هذا التساؤل والإستفهام مدخلا “طريفا” لموضوع غاية في الجدّية، غاية في السوداويّة، غاية في “الحزّة واللزّة”، غاية في “الهمز واللمز”، غاية في “شرّ البليّة ما يُضحك”، غاية في إلتقاء “الطز مع المرحبا”، غاية في “نشر غسيل القبيلة خارج مضاربها”، غاية في التباس المفاهيم حين “تقوم بلد أو بلاد ضدّ رجل”، غاية في إعجاز تحوّل رجل إلى “سلحفاة نينجا خارقة” يطلب “رأسها” رؤساء وملوك وسلاطين وأباطرة وأمراء ورؤساء وزراء ووزراء ووكلاء وقيادات مدنية وعسكرية وأمنية وتكتيكيّة واستراتيجيّة وضبّاط بنجوم ونياشين ونسور وتيجان وسيوف ورماح ونبال وخناجر وسكاكين ومسامير و”خوازيق” و”أسافين” ودبابيس ومشابك ونكّشات أسنان ونكّاشات رؤوس بوابير الكاز وبيّاعي الأواني والقناني والصواني وبياعي الذرة والترمس والبليلة والفلافل!!!!!قرداحي، الوسيم جورج قرداحي، اشتهر عندما كان مشهورا، أي ازداد شهرة على شهرة عندما قدّم، بكل فنّ واقتدار، البرنامج الجماهيري “من سيربح المليون” على قناة أم بي سي السعودية.

SKIP ADAd ends in 10s

الحقيقة أنّ هذه القناة كانت فضاء واسعا رحبا لجورج، لكن الصحيح والأكيد أيضا أنّ “الجورج” زيّن شاشة ال أم بي سي بطلّته البهيّة وحضوره الجهوريّ وأدائه البديع، فأضاف لها إضافة نوعيّة فنّية ثقافيّة قيّمة لا تُقدّر بثمن، وجعل من قناة أم بي سي المشهورة مشهورة أكثر يُتابعها ملايين الملايين المُحبين العاشقين لجورج ولبرنامجه من سيربح المليون.ودارت عجلة الأيام فأصبح “الحليف الوسيم” “خصما عنيدا لدودا” لمجرّد أنّه “تفوّه”، تكلّم، تحدّث، دردش، “دندن” عن اليمن.جاء عن الرسول الأكرم (ص)، في الحديث النبوي الصحيح: “اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا”. والقرداحي شامي تحدّث عن اليمن.واليمن تُعرف وتُعرّف تاريخيّا على أنّها “أصل العرب”، واليمن كانت تُسمّى قديما “بلاد اليمن السعيد”، بلاد “سدّ مأرب” وبلاد الملكة بلقيس ملكة سبأ.هل كان يتوجّب على قرداحي، الإعلامي العريق المُفوّه، أن يتحدّث عن سدّ مأرب وعن بلقيس ملكة سبأ، أو ربما عن الملكة اليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا وقصورها ومجوهراتها وكنوزها وثروتها وعن “مقاس قدمها” وعن أخر حذاء انتعلته في مناسبة رسمية، ومن جلد أي حيوان كان، وما لونه!!!أم كان على قرداحي أن يبتعد بعيدا جدا عن البلاد السعيدة – التعيسة، وأن يستذكر الحرب الكوريّة وتقسيم كوريا الأم إلى كوريا الجنوبيّة، ما زالت مستعمرة أمريكيّة، وكوريا الشمالية، ما زالت تُشاغب على أمريكا.أم يتحدّث عن اليابان وعن اليابانيين وعيونهم المشقوقة، وعن معاناة اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانيّة عندما “دبّت” أمريكا عليها، دون رحمة ولا شفقة، القنبلتين النوويّتين، على هيروشيما وناغازاكي، فأبادت خلال لحظات أكثر من 80 ألف قتيل وعشرات آلاف الجرحى والمُعوّقين حتى يومنا هذا.أم أن يصمت تماما عن الحديث في شؤون السياسة والحروب والإقتصاد والأوبئة الكورونا والكوليرا والملاريا والموت جوعا وعطشا ونتيجة نقصٍ حادٍ في الدواء وفي المستلزمات الطبيّة والحصار واستقبال آلاف أطنان القنابل والصواريخ فوق البيوت الفقيرة والمدنيين والأطفال، بدل بناء المدارس والمستشفيات والجامعات لهم وتعبيد الطرق و”تسليك” قنوات الريّ والمجاري!!!هل كانت وزارة الإعلام في الحكومة اللبنانية الجديدة العتيدة ستُضيف شيئا إلى “النجم جورج” أم أنّ القرداحي اعتُبر إضافة جوهريّة إلى مجلس الوزراء المُبجّل؟؟؟!!!جورج نجمٌ “من دار أبوه”، ختم النجوميّة خلال مسيرته الإعلامية الثقافية، فهو معروف من المياه إلى المياه، من مياه الأطلسي غربا إلى مياه الخليج شرقا.معروفٌ أكثر من ألف وزير في وطننا وشرقنا العربي البديع الذي بعكس الغرب الذي يتبنّى كفاءاته و”يدفشها” في المُقدّمة، فإن شرقنا العزيز يمسك بقميص الكادر المُثقّف الكفؤ من دُبرٍ ويشدّه كيلومترات إلى الوراء!!!لك الله يا قرداحي …ويكفيك أن ندعو الله سبحانه وتعالى ونقول:- “الّلهم “قردِح” رجال العرب”!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى