في الولادة

حسن قنطار | سوريا

لا أجد فسحةً رحيبةً تحتضن

جيشاً من الكلام أمام هذا المخاض الآسن

لعل قريحتي العطشى تبتلُّ بعض الشيء

بحرقة العذراء حين قالت:

“ياليتني متُّ قبل هذا وكنت نسياً منسيّا”

لن أزاود إذا قلت:

الجميع هنا يقذف أكياس دواخله السوداء

والجميع هنا يلعب الطرنيب على كرامة البسطاء

والجميع هنا يتزيّى بعباءة الولاء

 

******

 

هنا

أعني في ليل العشيرة وخريف المعتقد

مكلومةٌ أرحامُ أمهاتنا

ومشيمةٌ جائعةٌ تسقي براعم المقذوفين

هنا

أعني على رصيف التاريخ المطبوع

نخرج من أجداث الغيب الجائع

لنأوي إلى أجداث حاضرٍ شرهٍ

تُرصد أسماؤها في أروقة النفوس

تمهر جباهنا بأختام المصير المرسوم

والقرار شرعيٌّ

بامتيازاتٍ أممية

 

********

 

في الولادة

الكلّ ينزف أشياءه

أو على أدقّ احتمال

الكلّ ممن أحاط بهم

والكلّ ممن أحيط بهم

ينزف أشياءه

دماً، كرامةً، إرثاً، تاريخاً، ومصيرا

 

*********

 

لقد بكيتُ: ” بهراً “

أقتبس تلك الصفة من قول ابن أبي ربيعة

قالوا تحبها؟قلت:بهراً

لأنني لم أجد في معاجم العربية مايقابل حالتي يوم ولدت

بحسب ما زعمتْه القابلة وأمي:

(لقد أطلقتَ صفارة طويلة كأنك تنذر بحدادٍ قريب)

سمعت هذا الوصف في الخامسة

وكانت أنياب الحياة لاتزال بتولاً

طويتُ العقود خلفي بقدرة قادر

لكنني

 لازلت أذكر أولى نعواتها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى