فرائد القراءات القرآنية..دراسة نحوية صرفية دلالية.. أطروحة لنيل الدكتوراه

متابعة: صبري الموجي | القاهرة

هو عنوانُ رسالة الباحث-  صبري محمد عبد العظيم أبو العينين المُقدمة لنيل درجة الدكتوراه في فرع  النحو والصرف والعروض بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة طنطا، والتي تهدفُ – كما أشار الباحثُ – إلي إلقاء الضوء علي القراءات القرآنية التي انفرد بها راوٍ واحدٌ من رواة القراءات العشر المتواترة دون سائر الرواة، والمُتعلقة بالجانبين النحوي والصرفي، والاستشهادِ علي صحتها بميراث العرب شعرا ونثرا.

ولفت الباحثُ إلي أن رسالته اشتملت علي تمهيدٍ وأربعةِ أبواب، تضمن كلُ باب عددا من الفصول العارضة والكاشفة لمحتواه، فتحدث البابُ الأول عن المرفوعات، وصدَّره بفصلٍ عن إنابة غير المفعول عن الفاعل في المبني للمجهول مع وجوده، تَبِعَه فصلٌ عن إلحاق تاء التأنيث بالفعل المُسند إلي ما بعد إلا، وغيرهما من فصول، وفي الباب الثاني تحدث عن المنصوبات، وكان من فصوله فصلٌ للحديث عن إنْ المُخففة من الثقيلة بين الإعمال والإهمال، وتناول الفصلُ الثاني الظرف بين الإعرابِ والبناء، وغيرهما من فصول، بينما خصص البابَ الثالثَ للحديث عن المجرورات، وأخيرا جاء البابُ الرابع للحديث عن إعراب الفعل المُضارع، ثم كانت خاتمةُ البحث الثري، والتي ذُيلت بثبتٍ وافر من الفهارس والمصادر.

أدار جلسةَ المناقشة أ.د: محمود سليمان ياقوت أستاذ النحو والصرف والعروض بكلية الآداب جامعة طنطا، والذي جلس علي المِنصة بوصفه مُشرفا أشبه بعُقاب جثم فوق أعلي قمة يذود عن تلميذه ويُقومه معا بلغةٍ اتسمت بأدب الحوار، الذي أذعنت له عقول وقلوب المناقشين ؛ لانسيابه فياضا بدفقات العلم الذي اشرأبت له أعناقُ المنصة والحضور، وكان من بينهم أ.د  صبحي الفقى، وأ.د أسامة البحيري الأستاذان بقسم اللغة العربية بآداب طنطا.

كلمةٌ في المنهج

وقد نُوقش الباحثُ مُناقشة علنية بدأت بتعليق أ.د ياسر عطية الصعيدى أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة المنوفية، الذي أشار فيه إلي جُهد الباحث الواضح، لافتا إلي أن الرسالة من عنوانها جاءت فريدة في عملها، وموضوعها، وفي جُهدها وإشرافها، إلا أنها باعتبارها عملا بشريا اعترتها مُلاحظات لم تُقلل من قيمتها مثل أن المقدمة لم تكشف عن حدودِ الدراسة، وفرضياتها ومنهجها المُتبع، كما أن العنوان جاء عاما وواسعا، وكان بحاجة إلي توضيح معالم الدراسة وحدودها، وبيان طريقة الباحثِ في تتبع فرضياته، والتنويه إلي المصادر التي اعتمد عليها.

ولفت الصعيدي إلي أنه كان من الأولي أن يتم عرضُ الرسالة في فصولٍ ومباحث، بدلا من عرضها في أبواب وفصول؛ لصغر الأبواب والفصول إلي حدٍ ما.

وطالب الصعيدي الباحث إكمالا لجهده الواضح بتوثيق الآيات، وتخريجِ الأحاديث، والتركيزِ علي علامات الترقيم؛ باعتبارها كاشفةً لمعاني البحث ومُوضحة لمقاصده ومراميه.

اللغويون هم أهلُ الدراية

وفي مُناقشة أ.د عبد الكريم حسن جبل أستاذ ورئيس اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة طنطا لفت إلي جُهد الباحث الواضح، وإلي أهمية الموضوع، وكثرةِ المصادر والمراجع التي أفاد منها الباحث، إضافة إلي أمانته العلمية التي برزت واضحة في سكك الرسالة ودروبها، فضلا عن تميزه في جمع المادة وتحليلها.

ورغما عن هذا يقول د. أبو جبل، فإن هناك ملاحظات لابد من تداركها منها: أن كثرة النقولات، وتواردها أخفت شخصية الباحث، ولا أدري أهو إكبارٌ لمن نقل عنهم، أم أنه تصغيرٌ لنفسه وإغفالٌ لشخصه وروحه البحثية؟

ولفت أبو جبل إلي ضرورة ضبط الأبيات والأعلام والنصوصِ التراثية، وإعادة التنسيق الطباعي؛ لتخرج الرسالة في صورة تتناسب مع ما بُذل فيها من جهد.

وألقي د. أبو جبل حجرا في الماء الراكد بغرض فك الاشتباك بين أهل اللغة وعلماء القراءات، مُوضحا أن الخلاف بينهما منشؤه شعور أهل اللغة بأنهم أهل الدراية المنوطُ بهم حمايةُ اللغة، وحملُ النص القرآني علي أجمل وجه، وهو ما حدا ببعض اللغويين أن يُهاجم علماء القراءات.

وتأكيدا لمكانة اللغويين، لفت أبو جبل إلي أن الإمام اليونينى كان يعقد مجالسه لإسماع صحيح البخاري بحضرة ابن مالك النحوي باعتبار أن اللغويين أهلُ الدراية والرواية معا.

الشعر ديوان العرب

وركز د. محمد السيد الدسوقي أستاذ الدراسات النقدية بكلية الآداب بطنطا في مناقشته الباحث علي أسئلة الدراسة وأهدافِها باعتبارها مفاتيح البحث.

ولفت د. الدسوقي إلي أن سبب تربُعِ الشاهد الشعري علي مصادر الاستشهاد، هو أن الشعر سبق القرآن علي ألسنة العرب، ونزل القرآنُ بلغة الشعر، وأكد د. الدسوقي أن من دلائل الاحتفاء بالشعر باعتباره ديوان العرب أن الأمراء والحكام والولاة كانوا يبعثون أولادهم إلي البادية لتعلم الشعر حتي تستقيم ألسنتُهم وترق مشاعرُهم.

وبعد أن صال المناقشون وجالوا، ولفتوا الباحث إلي كل دقيق وثمين، منحت اللجنة الطالب درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى