محَاولة لتفسيرِ مَا حَدثَ

رياض ناصر نوري | سوريا


في أولِ العمرِ
لم أستطعْ أنْ أفسّرَ
لماذا كلُّ الأشجار
ِتصعدُ شامخةً للأعلى
إلَّا أشجارَ التينِ وأشجارَ الزيتونِ ..
في حدائقِ بيوتِ المدينةِ التي وُلِدْتُ فيها.

كما لم أستطعْ أيضًا أن أُفسّرَ
-حينَ انتصفَ العمرُ –
لماذا معظمُ نساءِ قصصِ الحبِّ
فاتناتٌ
ويحملْنَ في أعماقِ رؤوسِهِنَّ
شكلَ وحجمَ وأسماءَ
الأطفالِ الذين سيولدون يومًا.

ولحظةَ رأيتُ في المرآةِ
أولَ خطٍّ أبيضَ في شَعرِ رأسي
لم أستطعْ أنْ أفسّرَ
لماذا صرتُ أُشبِهُ طيورَ السّمان ..
حينَ تسقطُ فُرادى
في شباكِ الصيادين أولَ الخريف.

ولحظةَ وَلَجتُ بابَ الستينْ
حاولتُ أنْ أُفسِّرَ
لماذا كلَّما ركنتُ للنومِ
وجدتُ “الفرات”َ تحتَ الغطاءِ
يرتجفُ ..
يتمتمُ ويهذي :
أيُّها الشعراءُ
زمِّلونِي …
زملوني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى