اِحْـزِمْ مَتَاعَك وَارْحَلْ أَيُّها الـرَّجُلُ

ناظم الصرخي | العراق

اِحْـزِمْ

مَتَاعَـــك وَارْحَـــلْ

أَيُّها الـرَّجُــــلُ

لَـمْ تَـبْـقَ لا نَاقــــــةٌ فيــهـا

ولا جـمــــــلُ

**

غُــذَّ الْمَسِـيــــرَ

ولا تَغْصِبْ أَعِـنَّــتَـــــها

نحْوَ الديــارِ

فأنّ الْقــومَ قد رحلـــــوا

**

أنّى اتـجَـهْــتَ

رمـــــادٌ في مواقــــدِهَــــا

والــدَّربُ مُنْتَــهَـبٌ

والفِــــكـرُ مُنْـشَـغِــلُ

**

مَاتَ الرَّجَاءُ

وَقَد سَــدَّتْ مَنَـافِــــذَهـــا

وَاسْـتـنْـطـقَـتْ

عَـتَـبًا نَاءَتْ بِهِ الحِيَلُ

**

دهْـــرًا كتمْتَ

كـما لو كُنْتَ مَكْتَــــمَةً

بَيْنَ الأعَاجِيــْبِ

والإِغْـراءِ تَبْـتَــــهِـلُ

**

أَزْرَى

بكَ الدَّهرُ لمْ تَنْضُبْ

مَصَائِبُهُ

إذْ أنْشَـبَتْ ظُفْـرَهَـا،

واسْتـفْحَـلَ الـزَلَلُ

**

صِرْتَ الشـقيّ المعنّى

ظَرْفَ دَاجيـةٍ

وصِرْتَ بَعْدَ سَنَا

تـَبْـتَــــــزُّك السُــبُــلُ

**

هُنا اِحْتِـــراقٌ

هُنـــا نَكْــــدٌ ومَسْـغَبَـــةٌ

أنّى تَـوَجَّـهْـــتَ كالبَــــــرْدِيِّ

تَـنْـفَــتِــــــلُ

**

في إيِّ جَنْــبٍ

ترومُ الصَّبْـــرَ مُتَّقِــــــدٌ

في أيَّ درْبٍ تُـمَـسِّيْ

حَـاطَـكَ الوَجَـلُ

**

هَذي السَّحَابُ

وهَذي الرّيحُ شاهدةٌ

والأرْضُ ما أنْجبتْ والنّهرُ

والْـوَشَـلُ

**

عما جــــــرى

لمعـــــنّى غــــرَّهُ شَــــفَـقٌ

فظنّ بالشمــس

ظنًـــا سَـادَهُ الجَـــدَلُ

**

أُقحِمــتَ في أمــــلٍ

ماكُنـتَ تُدْرِكُـــــهُ

مَادَامَ صَاحِـبُـــهُ بالشَّـــــكِّ

يَكْتَــــحِلُ

**

مَا زَالَ نَسْغُ رؤاهَـــا

رَاكِــــضًا خَبَبًـــا

يَسْـــرِي بِأَوْردَةٍ مَا لامَهَــــــا

عَـــــــذَلُ

**

أَنت الَّذِي خَبَـرَ الأَيَّــامَ

وانْـقَـشَــعَــتْ

عنْهُ الْغُيُومُ

الَّتِي في السِّـرِّ تَنْجَدِلُ

**

لمْ تَـنْعَطفْ

وَصُرُوفُ الدَّهـرِ قاهـرةٌ

وَلَقَدْ غَــدَوتَ كَمَنْ تَغْتَـالـــهُ

الأَسَــــلُ

**

ضَــاقَ الـزَّمَــــانُ بـهمٍّ

أَنْـتَ حَـامِـلـــهُ

حـتّـامَ تَذْرِفُــــكَ الأنـْـــــــواءُ

والْـمُــــقَـلُ

**

ماذا أصبْتَ مِنَ التِجْوالِ

في فِكَــــرٍ؟

وما حَـوَاليْــــكَ لُبُّ الْفِـكْـــرِ

يَرْتَـحِـــلُ

**

ما زالَ فـيــكَ نُـزُوعٌ نَحــوَ

دارتـِهَـــــا

وما تَـزَالُ بـِكَ النِّيــــــرَانُ

تَشْــتَــــــعـلُ

**

لُكلِّ عَـصْــرٍ

فُحـُــولٌ تَكْتَـــويْ أَلَـــمًـا

لمْ يُهْـلِكِ الدَّهْـــرُ

إلا مَنْ بهِ عَطَــلُ

**

وما مُفَــارَقَـةُ الأَحْبَـــابِ

غَيْـر أَســىً

قَدْ خَطّهُ البَيْنُ

جُرْحًا

ليسَ يَـنْـدَمِـلُ

**

فانْفُضْ يَدَيْكَ

مِنَ الدُّنْيَا التي هَزُلَتْ

وأَرِحْ فُــؤادَكَ

قَــدْ أَوْدَتْ بـهِ العِـــــــــلَلُ

**

وَارْغَبْ بِنَفْسِكَ

عَنْ وَهْمٍ جُنِنْتَ بــهِ

مِنْ بَين أَظْـفَـــارِنَا قَـدْ أفْـلَـــتَ الأمــلُ

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مساء الخير والعافية
    نصٌ بالغ البهاء، يعكس قدرة كاتبه التحليق عالياً في دروب الشعر العذبة. تحيتي أستاذ ناظم الصرخي، وشكراً لإدارة موقع (عالم الثقافة)؛ لإدامته سُبل التواصل بين الأدباء والكتاب والمهتمين بالشأن الثقافي.
    لطيف عبد سالم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى