كلُّ عامٍ وأنا حبيبتُك
نادية محمد عبد الهادي
أمسُ
كان عيدَ الحبِ بقريتنا الصغيرةِ
قريةُ العناقِ المؤجَّلِ دائما
بمواسمِ الفيضانِ
يحتفلونَ بالقبلاتِ المعجونةِ بقرونَ الفلفلِ الحارِ
العيونُ تداعبُ الصورَ
والحكاياتِ القديمةِ / الجديدة
يلتقطون صورَ،، السيلفي،،
يضحكون
تتقابلُ الرؤوسَ، تسيلُ الأفكارُ الدافئةُ
عبرَ مساراتِ الفرحِ
يتلامسون بالأيدي أو تتشابكُ الأصابعُ كعقدِ الياسمينِ
تتحسسُ الشوقَ وهو يقفزُ داخلَ الوريدِ
قد يشعلون الشمعةَ الأولىٰ أو الأخيرةَ للحكايةِ
في مثلِ هذا اليومِ
تُباعُ كلُّ الزهورِ الحمراءِ
ورسائلِ دموعٍ.. أحبك ..
قلوبٌ بنفسجيةٌ
إهداءات الآهاتِ
يرقصون/ يدورون بحلقاتٍ
يخطفون قبلةً مِن سحابةِ الأحلامِ
الفرعونُ الشابُ يركعُ أمامَ الشمسِ
عُزِفتْ موسيقى،، الهارب ،،
الجميلاتُ يقدمنَ زهورَ اللوتسِ
ينثرونها
عشقاً. ل ،، حابي ،، مانحِ الغيثِ للسنبلةِ
موسيقى السماءِ والأرضِ تتلاقىٰ كعاشقينِ
على وجهِ القمرِ
الليلُ
يعيدُ على النهرِ ترنيمةَ السهرِ
يتزينُ بعباءةِ النجومِ
تتعالى أصواتُ ذكورِ الطيرِ لبناءِ العشِّ
والإناثُ تُسرِعُ بالقشِّ
الحشراتُ باتتْ بحضنِ الشجرِ
يسيلُ الشبقُ فوقَ الغصنِ
تنقرُ اليرقاتِ شرانقَ الحياةِ،
النسيمُ
يكتبُ سيمفونيةَ الأرضِ الطيبةِ
أمدُّ كفي للمطرِ
الرذاذُ
يداعبُ خَدَيّ
المعتمرينِ لقبعةِ الخجلِ
أنادي باسمكَ
هيا تعالَ إليَّ
التنورُ يحتاجُ للحطبِ
أخلعُ عنِّي كلَّ حذرٍ مِن النارِ
قشر صبري عليكَ حتى لا يبقى إلا الجنونَ فيكَ
فالنارُ تحرقُ النارَ فلا تُبقي ولا تذر …
كلُّ عامٍ وأنا حبيبتُك….