لقاء المسافات
ليلى البدارين | فلسطين
سأغمض عيناي وأترك روحي تحلق فوق الغيوم تحت المطر ..تجوب أطراف السماء لتقطع مسافات الحلم البعيد فوق أجنحة الحب والشغف وتحلق فوق سماء ملونة بقصص وحكايات رجل المسافات الممدد على رصيف الزمن المرتجفة أوصاله شوقاً بل حنينا بقدسية محراب أمة دنستها أقدام وغد..
على إحدى خديه طبعت قبلة امرأة سرمدية الوجود تقطن في الحي العتيق خلف بركان الغضب رأيت بعض السلام قد مر يلقي تحيته على جبينه ..
حينما يجن الليل ويظهر جليا في خطوط الوقت أفر إلى جسدي المتعب وادسه على هون بفراشي المنعم الدافيء ..فأتسائل في نفسي مرات ومرات كيف استطاع زمان لا يليق به أن يسرقه من زمانه ويمتطي صهوة كيانه المبعثر ليرحل به إلى عمق مازال يئن ويصرخ في وجه شعارات وخطابات مزيفة ملقاة على أعتاب ذكريات نحسه …
أتسائل ملايين المرات كلما لاح طيفك في خيالي هل للرجولة معنى وأنت تفترش الأرصفة الخشنة التي تداس كل لحظة بالنعال ؟ قل لي هل للرجولة معنى وأنت تفيق على أمل العودة فتجده حلماً يتبعثر داخلك كل صباح ليعود على روحك حزنا ينهش اوصالك؟…
تعال من خلف الحدود أقطع تذكرة العودة وغمس خبزك بزيتها وزعترها ومتع نظرك ببيارات برتقالها وزيتونها وعنبها وتينها ..لتعود شامخاً صامداً في أحضان كلماتي التي تصبو إليك ..
تعال إلى حضن كلماتي المرتبة لأجلك سأغمرك برائحة تراب الصباحات والمساءات وأعدك أننا سنحتسي فنجان قهوتنا الملون بألوان الطيف السبعه على ضفافها البنفسجيه لتعيد لروحك مجد اللقاء وعنفوانية الوجود الأبدي