فلسفتي حول رؤية العالم المادي
د. ريم سليمان الخش | فرنسا
إليكم نقاط أساسية تبنى عليها فلسفتي حول رؤية العالم المادي (بعد مناظرات عدة مع أفكار الملحدين الجدد)
أولا: لا أعتقد بعدم وجود قوة عظمى ( فكر خارق) مسير للكون ومدبر له .
ثانيا: لا يمكن تشغيل القوانين الطبيعية من تلقاء ذاتها ..فإن انتفى المشغل انتفت القوانين الطبيعية والتي هي سنة كونية منذ بدء الخلق إلى يومنا هذا .
ثالثا: بعد تعمقي في دراسة علم الرياضيات وخاصة نظرية الإحتمالات أستطيع أن أقول: لا توجد عشوائية !..فكل شيء يخضع لقانونه الطبيعي الخاص به ..وإن ما نراه من ظواهر عشوائية ماهي إلا ظواهر خفي علينا (قانونها الطبيعي) فنسيت إلى الصدفة …بمعنى آخر ” للصدفة” أيضا مسار محدد وفق قانون طبيعي يسيرها وهذا مايسلب الصدفة معناها ولكن قد يكون ذلك القانون في بعض الأحيان معقد جدا إلى حد أنه فوق إدراكنا العقلي ( إلى الآن) إلى حد أن عقولنا تخالها ( لعدم الإلمام به ) صدفة بحتة.
رابعاً: للعالم المادي أحوال متعددة و كل يعمل وفق احتمال محدد ولكن للإرادة البشرية دفة الإختيار ( اي هنا تكمن حرية الإختيار) وفق هذه الأحوال المتعددة والتي يتحكم بها ويسيرها القوة العظمى المدبرة للكون (الفكر الخارق) والقائمة عليه …
وما مسار الحضارة إلا صراع الإرادات الحرة وفق تعدد الأحوال لفرض مسار معين من مسارات الأحوال المتعددة
خامسا: لا أعتقد أننا لا نستطيع تجاوز سرعة الضوء بل لنقل إن سرعة الضوء لايمكن أن يتجاوزها كائن مزمن بزمن أرضي كالبشر .
فعلى سبيل الافتراض ( الكائنات التي تعيش على سطح ثقب أسود ستنظر إلى الضوء بمنظار آخر تماما … أترك الإسهاب في الشرح لوقت آخر…) .
سادسا: لايمكن بشكل من الأشكال العودة ” فيزيائيا” إلى الماضي وذلك لأن العودة “فيزيائيا” إلى الماضي يناقض سنة القوة العظمى في الكون ( قانون الديناميكية الحرارية – الأنتروبي) .
والزمن لا يكرر نفسه بمعنى أنه لا يتطابق حالين أبدا بالمعنى الفيزيائي وإن كانت الدالة الزمنية دورية اي توجد عدد كبير من الأزمنة التي لها نفس الصورة الوجودية.
ولكن يمكن السفر عبر المستقبل ( وهذا مايحدث على الأقل الآن في عالم الرؤيا – العالم شبه المكاني- التنبؤ بوقائع مستقبلية حتى قبل أن تقع) .
بل وأرى أن جل ما تحاول الإرادة البشرية صنعه هو عملية اقتحام للمستقبل لتوجيه دفته بحيث نجعله متلائما مع تطلعاتنا وأمنياتنا…والذي تتوقف عنده رغبة تغيير المستقبل يمسي عاجزا مسلوب الإرادة متهيئا للفناء..)
فعلى سبيل المثال:
– إرادة الحسين وتضحيته غيرت من مستقبل المسلمين
– إرادة غيفارا وتضحيته غيرت من مستقبل القوى الكادحة في أمريكا الجنوبية مع امتداد التأثير عالميا ( مبدأ الفراشة).
– إرادة ” الثائر الحقيقي السوري” غيرت ” ؟!!!…”.
سابعا: عالمنا الزمنكاني بأبعاده الأربعة يعتبر مجرد إسقاط لعوالم ذات أبعاد أكبر وهذه العوالم تخضع لقوانين طبيعية أشد تعقيدا من قوانيننا الطبيعية والتي تعتبر إسقاط عنها ( أي حالات خاصة منها) ..
وبالتالي فإن المحور الزماني المتجه حصرا إلى المستقبل ( إلى الأمام) يصبح في تلك العوالم مكشوفا يمكن بها أن نقرأ الماضي والحاضر والمستقبل معا ..
لذا فالقوة العظمى ( الفكر الخارق) المدبر والمسير للعوالم والخارج عنها يرى المستقبل وإن كان مجهولا في مسقطنا ذي الأبعاد الثلاثة مكانيا مع البعد الرابع الذي هو المحور الزماني الموجه إلى المستقبل.
انا اقول عالم ما فوق اشد تعقيدا مما يظن البعض فهو عالم اخر يمتلك ذكاء وخبرات لا تعد ولا تحصى وهو من وضع عالمنا للتجربة والاستفادة وفعلا لا شيء يأتي بالصدفة والحياة والكون ماهي الا احاجي تتطلب علما واسعا لتفسيرها ونحن ذكاؤنا محدود وغرائزنا وطمعنا المادي يسيرنا ونستخدم جزء ضئيل من العقل البشري الجماعي.