في ذكرى ميلاد الشاعر والفنان صلاح جاهين.. نظرة تحليلية عامة للأعمال الكاريكاتيرية الكاملة
أماني هاشم | فنانة تشكيلية مصرية
استخدم الشاعر وفنان الكاريكاتير صلاح جاهين العديد من الأساليب للمبالغة الكاريكاتورية في الجسم: كإطالة مساحة الجسم وقصر الساقين، أو تصغير طول الجسم بالكامل، ثم عدل عن ذلك؛ ثم استخدم جاهين العديد من أشكال المنظور، وله العديد من الاسكتشات السريعة في بعض الرسوم، والرسوم المتقنة المدروسة في البعض الآخر ليظهر مدى احترافيته.
بملاحظة العديد من أعماله الفنية نكتشف تطور ملحوظ في خطوطه، وملامح شخصياته، وتنوع وتجديد في الفكرة والرسم واختيار الكادر.
على الرغم من بساطة خطوطه إلا أنه يعتبر من الرسامين الذين اهتموا بالتفاصيل داخل اللوحة الكاريكاتورية، كما استخدم الكاريكاتيرات التي تعتمد على الفكرة، واعتمد على العديد من الكادرات والمشاهد المتنوعة (داخل الطائرة، ولقطارات، والشوارع، والبيوت، والمكاتب، الخ)، وجاءت أغلب أفكاره اجتماعية فكاهية.
كان صلاح جاهين مدرسة عريقة ومتجددة، بعيدا عن التكرار والتقليد والنسخ،ويكمن السبب الرئيسي في تفرده كما قال عنه محيي الدين اللباد: ” وجب علينا أن نحمد الله على أنه لم يواصل الدراسة الأكاديمية (على الطريقة الأوروبية) في كلية الفنون الجميلة.. فلعل ذلك ما حمى عمله من وطأة الاهتمام الزائد بالتشكيل (بالمفهوم الغربي) في رسومه، ومن تقمص دور”الفنان التشكيلي المتفرد”، ولعل ذلك ما حرره وجعله قادراً على اختيار أسلوب شخصي متميز وشديد المرونة والحيوية ونافذ التأثير في جمهور عريض”.
صلاح جاهين فنان حقيقي لن يتكرر؛ يرسم، ويؤلف، ويبتكر، ويفهم، ويفكر.. إنه حالة فنية بدأت وتطورت وللأسف انتهت..! .. رحمة الله عليه.