قصة الأطفال “تحدّي أسيل” في ندوة اليوم السابع

تغطية وتقديم: ديمة جمعة السمان| القدس

ناقشت ندوة اليوم السابع الثّقافيّة المقدسيّة قصّة الأطفال” تحدّي أسيل” لكاتبتها منصورة محمد التميمي المعروفة باسم ميسون التميمي، وتقع القصّة الصادرة عن دار العماد للنّشر والتّوزيع في الخليل، ورافقتها رسومات منار نعيرات في 34 صفحة من الحجم المتوسّط…

افتتحت الأمسية مديرة الندوة ديمة جمعة السمان فقالت:

قصة “تحدي أسيل” هل كان تحدّيا أم هروبا!

“تحدي أسيل” قصة أطفال للكاتبة منصورة محمد التميمي، صدرت عن دار العماد للنشر والتّوزيع في الخليل، زيّنتها رسومات المبدعة منار النّعيرات.

طرحت الكاتبة التميمي موضوعا في غاية الأهمية، قد لا يلتفت إليه الكبار، بل يتعاملون مع الموضوع ببساطة، لأنهم لا يعلمون أن أي خلل في لفظ الأصوات بالنسبة لأطفالهم قد يتسبب بأزمة نفسية تصاحبهم مدى عمرهم، خاصة عندما يتوجهون إلى المدرسة ويتعرضون للتّنمر من قبل زملائهم.

كانت هذه هي الفكرة الأساسية من القصّة، وهي رسالة قويّة لأولياء الأمور تلفت نظرهم إلى موضوع يؤثر على ثقة أبنائهم بأنفسهم، كما أنها رسالة لمدرسيهم في المدرسة أيضا، تحثهم على أن يحسنوا التصرف في حالة تعرض أي طفل للتّنمّر من قبل زملائه.

كرهت الطفلة الذهاب إلى المدرسة لأنها تعاني من مشكلة اللثغ، وهذا ما نبّه الأم إلى ضرورة معالجة ابنتها عند مختصين في مخارج الأصوات. بعد العلاج تغلبت الطفلة على مشكلتها وعادت إلى المدرسة، فتم استقبالها بالتّرحاب، واعتذر لها زملاؤها عما بدر منهم تجاهها.

السؤال، أين دور المعلمة في أزمة أسيل النفسية منذ البداية؟ وهل اعتذر  زملاء أسيل  بعد أن لفتت المدرسة أنظارهم إلى تصرفاتهم المحرجة مع زميلتهم؟ كلها أسئلة كان لا بد للكاتبة أن توضحها للقارىء… ثم إن استقبال المدرّسة والزملاء لها يعني أنها تغيبت عن المدرسة طيلة فترة علاجها. وهل الهروب وعدم المواجهة حل مناسب؟ لم يكن تحدّيا لأسيل، بل كان هروبا من زملائها وعدم قدرة على المواجهة.

الموضوع الذي طرقته الكاتبة في غاية الأهمية، إلا أنّ معالجته كانت ضعبفة وليست بالمستوى المطلوب، بل وتثير القصة  العديد من الأسئلة، إذ بدت القصّة غير مقنعة للطفل، بل محبطة للأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية أو لفظيّة أو خلقية… لماذا لم تذهب الأم إلى المعلمة وتطرح عليها البحث عن حل لابنتها لمعالجة الموضوع بالتوازي مع عرضها على المختص الذي سيعالجها؟,, هناك بعض المشاكل الخَلقية التي لا يوجد لها علاج. هل هذا يعني انسحاب الطفل من المدرسة كي لا يتعرّض للتّنمّر!.. وقد كان هناك بعض الأخطاء الإملائية في القصة. من الخطأ التهاون في إهمال وضع الشّدّة على الحرف، إذ أنّ الشّدّة هي حرف من حروف الكلمة، وعدم وضعها يعني أن الكلمة ينقصها حرف. أي أن هناك خطأ إملائيا… الكتابة للأطفال هي مسؤولية كبيرة، وتحتاج إلى حذر شديد، فالطفل أمانة في أعناقنا.

وقال جميل السلحوت تتحدّث القصّة عن معاناة الطّفلة أسيل التّلميذة في الصّفّ الثّالث الإبتدائيّ من “اللثغ”، وتنمّر زملائها عليها واستهزائهم منها بسبب ذلك، ممّا جعلها تتهيّب من الذّهاب إلى المدرسة، واصطحبتها والدها إلى طبيب مختصّ، فعالجها وشفيت من “اللثغ” الذي عانت منه، وعادت إلى مدرستها وتفّوقت في دراستها.

فكرة القصّة رائعة وجميلة وهادفة، لكن أفسدتها الأخطاء اللغويّة والإملائيّة، والضّعف في تركيب بعض الجمل، فعلى سبيل المثال احتوت الجملة الأولى في القصّة على أكثر من خطأ” أسيل فتاة في الصفَّ الثّالث الأساسيَّ” ص2، والصّحيح “في الصّفِّ الثّالثِ الأساسيِّ.”

  – ” فرحت أسيل كثيرا، وأستيقظت مبكرا من نومها، وأيقظت والدتها…” ص12.والصّحيح ” واستيقظت”، ولا داعي لتكرار واو العطف، فالفواصل تغني عنها، وتكرّر تكرار واو العطف دون مبرّر في الصفحة 14 أيضا.

– تنوين الفتح لا يكتب على ألف الإطلاق في أواخر الأسماء المنصوبة، فالتّنوين للحرف الذي يسبق الألف، فعلى سبيل المثال “أهلاً وسهلاً” ص18، وتكرّر شبيه له في صفحات لاحقة، والصّحيح أنّ التّنوين هنا يكتب هكذا” أهلًاوسهلًا”.

 – ورد في الصفحة 24 حَوَلَ الطّبيب…” والصّحيح “حوَّلَ”، فالفارق كبير بين الحَوَلِ والتّحويل. وكذلك” وتبيّن بأنّها لا تعاني من أيَّ مشكلة” والصّحيح “أيِّ”.

– ص26 وَجَهَ الطّبيبُ أسيل” والصّحيح “وَجَّهَ”.

– ص22 ” سوف نعمل على علاج مشكلة اللثغ عند ابنتُكِ” والصّحيح “عند ابنَتِكِ”، لأنّها مضاف إليه مجرور.

–  ص24 “حَوَلَ الطّبيبُ أسيل لعمل فحص السّمع” والصّحيح:” حوَّلَ الطبيب أسيل”.

– ص26 وَجَهَ الطّبيب أسيل” والصّحيح “وجَّهَ”.

وهناك ضعف في تركيب بعض الجمل، فعلى سبيل المثال:” بدأت والدة أسيل بإخبار الطّبيب بمشكلة اللثغ عند ابنتها” ص20. فهل ذهبت والدة أسيل لقراءة نشرة أخبار، أم لتشرح للطّبيب عن الحالة المرضيّة لابنتها؟

   حبّذا لو أنّ الكاتبة انتبهت لسلامة اللغة قبل أن تدفع قصّتها للطبّاعة.

الرّسومات والإخراج: رسومات منار نعيرات المرافقة للقصّة رائعة ومتقنة، والمونتاج والإخراج جميلان.

وقالت رائدة أبو الصوي: قصة جميلة وهادفة ولطيفة وخفيفة وجذابة للأطفال، القصة تسلط الضوء على مشكلة الطفلة أسيل، وكيف أن بعض  الأطفال في المدرسة يتنمرون عليها، بسبب عدم سلامة النطق عندها.

 بدأت القصة بعرض الحالة النفسية للطفلة، بداية برفض الطفلة أسيل وعدم رغبتها بالتوجه الى مدرستها. وهنا ظهر دور الأمّ المؤثر جدا والذكي في حل مشكلة ابنتها، فاصطحبتها إلى طبيب لعلاجها.

ترتيب أحداث القصة مفيد جدا للأطفال، أسيل طفلة مرتبة، تسمع الكلام . عندما طلبت منها والدتها أن ترتب غرفتها رتبتها . قبل الذهاب الى الطبيب .

عندما فحص الطبيب الطفلة وجد أنها لا تعاني من مشكلة عضويّة، فقط هي بحاجة لعلاج بسيط للنطق في مركز علاج اللثغ، واستطاعت أسيل أن تتخطى مشكلتها بالإصرار والتحدي بمساعدة والدتها وذوي الاختصاص.

القصة تؤكد على ضرورة متابعة الأطفال جيدا خصوصا في مراحل تطور الطفل.

نهاية القصة سعيدة عندما استطاعت أسيل أن تتحدى الظروف وتنجح بتفوق.

وقال عبدالله دعيس: تتناول الكاتبة في هذه القصّة الموجهة للأطفال موضوعا مهمّا يشكّل قلقا للأطفال ولوالديهم، ويؤثّر على انسجام الطفل في المدرسة وتحصيله العلميّ فيها، وتكوين حياة اجتماعية قويمة في المدرسة، وهو مشكلة النطق الخاطئ لبعض الحروف (اللثغ) التي يواجهها بعض الأطفال. وهذه المشكلة بحاجة إلى عناية خاصّة من المدارس وأولياء الأمور من أجل أن يتخلّص الطفل من المشكلة وأن يتقبّله المعلمون والطلبة الآخرون دون استهزاء وإحراج قد يؤثّر على نفسيّة الطفل أيّما تأثير، ويجعله ينفر من المدرسة، وقد يؤثر على بنائه النفسيّ وسلوكه مدى الحياة.

أذكر جيّدا عندما التحقت بالمدرسة ولم أكن ألفظ حرف الراء بشكل سليم، وكيف كان هذا يشكّل عبئا نفسيّا عليّ، وكان استهزاء بعض الطلبة يؤلمني جدّا، وكنت أعتقد أنّ المعلّمة تتعمّد أن تخرج لي بطاقة حرف الراء، وتطلب منّي قراءة درس (راس، روس)، وأذكر سعادتي الغامرة عندما تخلّصت من هذه المشكلة ونطقت الحرف بشكل سليم.

وقد أجادت الكاتبة عندما تناولت هذا الموضوع، لكن هناك العديد من الملاحظات على القصّة دون الانتقاص من أهميّتها. تبدأ الكاتبة قصتها بجمل سلبيّة: “أسيل طالبة في الصّف الثالث، لا تحبّ الذهاب إلى المدرسة، لا تحب اللعب مع زملائها.” ربما من الأفضل أن نبدأ دائما بإيجابيّة ثمّ ننتقل إلى السلبيّات. الأم تقول لابنتها: “يجب أن تذهبي إلى المدرسة.” وتعلّل ذلك بأنّها تريدها أن تصبح طبيبة أو مدرّسة أو مهندسة. ربما كان من الأفضل أن تقنع الأم ابنتها بطريقة مختلفة وتحبّبها بالمدرسة دون استخدام كلمة “يجب”، وأن تبدي لها إيجابيّات الوجود في المدرسة دون ترسيخ المفهوم الاجتماعي بتعزيز تخصّصات معيّنة دون غيرها.

لم تركّز الكاتبة على موقف الطلبة الآخرين واستهزائهم من زميلتهم، كان لا بدّ من دور للمعلمة؛ لتبيّن لهم سوء ما يقومون به، وتعزّز لديهم قيمة تقّبل الآخرين واحتمال اختلافهم.

القصّة واقعيّة لا دور للخيال فيها أبدا، لكن لا بدّ من الخيال في قصص الأطفال حتّى تشدّ القصّة الطّفل وتؤثّر فيه، وتنقله إلى العالم الخيالي الذي يحبّ.

تُغني القصّة الطفل بالمفردات والمصطلحات الجديدة، وتربط بين حاسة السمع والكلام، وتبيّن أن مشكلة اللثغ مثلها مثل بقية المشاكل التي نواجهها، يمكن أن تُحلّ إذا أدركنا المشكلة وسرنا في الطريق السّليم لحلها، ففي القصة تتوجّه أم أسيل إلى الطبيب الذي يأمر بفحص السمع، ثمّ يوجّه الأمّ إلى المكان المناسب لحل مشكلة النطق عن طريق اختصاصيين في هذا المجال.

قصّة جميلة مفيدة توجّه أولياء الأمور والمدرّسين والمرشدين إلى الاهتمام بهذه المشكلة، وتعطي أملا للطفل الذي يلثغ، وتدفع الآخرين إلى قبول الاختلاف وعدم الاستهزاء.

وقالت سامية ياسين شاهين: قصة علاجية تعالج مشكلة مهمة عند الأطفال وهي اللثغ، وقد وظفت  الكاتبة هذا الموضوع من خلال أحداث القصة رفض شخصية أسيل الذهاب إلى المدرسة بسبب سخرية طلاب صفها منها. ويحسب للكاتبة إعطاء دور للاّمّ في الاهتمام العاطفي لحل مشكلة ابنتها، وأخذُ حيز ودور مهم في تسلسل إيصال الفكرة عبر أحداث القصة.. عنصر التشويق ظهر برفض أسيل الذهاب الى المدرسة والبكاء. ومن ثم كشف المشكلة في الرفض… لغة القصة سلسة واضحة للاطفال بعمر صغير .

العبرة من القصة كانت مباشرة، وهذا ظهر في خاتمة القصة عندما تعالجت أسيل وتحدت واقعها الذي يزعجها باللثغ، وهذه مشكلة تسبب للطفل الاحراج والانطواء على نفسه، وعدم انخراطه بالمجتمع وهي عائق لإكمال المسيرة التعليمية والتفاعل الاجتماعي .

رسومات القصة تعبر عن الشخصيات وملامحها، ومجريات الأحداث بشكل دقيق وواضح، هذا مما يجعل القارئ يعيش الحدث ويتفاعل عاطفيا مع موضوع القصة.. وهو مشكلة اللثغ، وهي المحور الرئيسي لعقدة القصة ومن ثم تدرجت نحو الحل … القصة جذابه عنوانها تحدّي أسيل فيه عنصر تشويق للقارئ والمستمع.

وقالت هدى عثمان أبو غوش: أرادت الكاتبة منصورة التميمي أن تلفت القارىء إلى مشاكل النطق عند الأطفال ومدى الأثر السّلبي، الذي قد يواجهه الطفل من قبل زملائه تجاههه، وفي القصة تعاني الطفلة أسيل من مشكلة اللّثغ وهي نطق بعض الحروف كالراء، الشّين والسّين واستبدالهم بحروف أُخرى؛ فيصبح الكلام كالأطفال غير واضح. وقد تمّ حلّ مشكلة أسيل و نجاحها في نطق الحروف بعد توجهها للطبيب ومركز تطور الطفل، وتتفوق في النهاية في مسابقة القراءة بالمدرسة، ويتم الاعتذار لها، وقد وصفت الكاتبة حالة الطفلة النفسية من خلال أقوال الطفلة، التي كانت شجاعة في البوح بعاطفتها الحزينة  ومدى تنمر الأطفال  تجاهها.

الفكرة جيدة غير أن الكاتبة أخفقت في نسج خيوط الحبكة بشكل جيد، فتطور أحداث القصة جاء سريعا ولاهثا جدا، وكان السرد تقريريا خاليا من الخيال، التشويق أو عنصر المفاجأة، وغياب السرّد الأدبي الذي يجذبه لكي يؤثر فيه، فالسرد هنا أشبه بالحديث اليومي. كنت أتوقع أن تتحدث الطفلة عن معاناتها في المدرسة كيف كانت تواجه الأذى اللفظي في المدرسة،حال وقوعه؟ هل كانت تبكي، أم تخفي مشاعرها وهل كانت تشعر بالوحدة في المدرسة، هل أثر ذلك على دراستها حتى الصف الثالث، والغريب في القصة كيف وصلت الطفلة للصف الثالث ولم تنتبه والدتها لحالتها!

هنالك بعض التساؤلات والملاحظات التي راودتني حين قرأت القصة منها:”عادت أسيل إلى المدرسة فاستقبلتها معلمتها” فهل ظلّت أسيل في البيت طوال فترة علاجها للنطق، ولم تذهب للمدرسة إلا بعد تحسنها!هل يعقل هذا؟ فالعلاج يحتاج إلى وقت طويل.

ظهرت الأم في القصة بلا مسؤولية، فأسيل هي التي بادرت وأخبرت أمها عن المضايقات التي تتعرض لها، ولم تكن الأم هي المبادرة، أو حتى المدرسة، مع العلم أن الطفل منذ الروضة يتم تحويله إلى العلاج من قبل المدرسة، وتوجيه الأهل.

أيضا ظهرت الأم بشكل سلبي فهي لم تحاول أن تفهم طفلتها منذ البداية فردة فعل الأم كان ساذجا وتقليديا، خاصة أن الكاتبة ذكرت في السّرد “في كل صباح يتعالى صوت بكاء أسيل عندما توقظها والدتها، وتتوسل أن تبقى في البيت”. تقول بعد عناد الطفلة أسيل لعدم الذهاب للبيت “يجب أن تذهبي للمدرسة” ولم تسألها منذ البداية لماذا لا تريدين الذهاب،ماذا حدث؟

ورد في القصة خطأ فادح “أسيل فتاة في الصف الثالث”والصحيح أسيل طفلة، فالفرق شاسع بين الطفلة والفتاة… حاءت الأخطاء النحوية منذ السّطر الأول للقصة خاصة في اسم المجرور وغيرها… هناك حشو زائد في القصة في إقحام الممرضة في القصة، التي جاءت كتمثال لا وظيفة لها سوى أن تصطحب الأم وأسيل إلى غرفة الطبيب، وتطرق الباب… وختاما نتمنى للكاتبة أن تتريث في الكتابة، والانتباه إلى أساليب وعناصر القصة للأطفال وسلامة اللغة.

وكتبت دولت الجنيدي أبو ميزر: الكاتبة مربية وأمّ وقصة تحدي أسيل هي قصتها الثانية للأطفال، تناولت فيها موضوعا مهمّا وهو التنمّر على الأطفال. والكثيرون في هذه الأيام  يتعرضون للتنمّر صغارا وكبارا. وفي هذه القصة تتعرض الطفلة أسيل في الصف الثالث الابتدائي للتنمّر من زملائها الطلاب، لأنها تلثغ، ولعدم نطقها الحروف بشكل صحيح، فهم يقلدونها ويسخرون منها، فترفض الذهاب الى المدرسة. ولكن أمّها تحتضنها وتواسيها وتأخذها عند الطبيب، الذي بعد أن تأكد أنه لا مشكلة عندها في حاسة السمع، أرسلها الى مركز تطور الطفل، حيث تم علاجها بجلسات عديدة، وعادت إلى المدرسة وصافحها  الطلاب واعتذروا لها. وصارت تحب المدرسة وتلعب مع أقرانها دون أن تشعر بالخوف أو الخجل؛ وحصلت على المرتبة الأولى وحققت أملها.

من هذه القصة يتعلم الأطفال أن لا يتنمروا على من يعانون من أيّ مشكلة سواء كانوا صغارا أم كبارا؛ لئلا يلحقوا الأذى بهم، وأن دعم المدرسة والطلاب يساعد على التخلص من آثار المشكلة، كما حصل مع أسيل بعد عودتها من العلاج، كما أن اهتمام الأهل ورعايتهم واحتضانهم لأولادهم مهم جدا في علاجهم، ويجب أن يبادروا في العلاج في الوقت المناسب، ولا ينتظروا حتى يتعرض الأولاد للتنمر كما حصل مع أسيل.

القصة سهلة وقصيرة لا يملّ منها الأطفال، وغطت موضوعا محددا وهو التنمّر على الأطفال، وهذا يكفي في قصة للأطفال، مع أن هناك كبارا يتعرضون أيضا للتنمر ويتعرضون لمشاكل أكبر ويلحق الأذى بهم.

كما تحث القصة على إطاعة الأمّ كما فعلت أسيل عندما رتبت غرفتها وهي تنتظر موعد الطبيب، كماطلبت منها أمها، وفي ذلك استغلال للوقت أيضا.

وكتبت فاطمة كيوان: هذه القصّة تحكي قصة الطفلة أسيل ابنة الصف الثالث الابتدائي التي تعاني من مشكلة اللثغ، وعدم نطق الحروف بالشكل الصحيح، الأمر الذي أحزنها  وجعلها تشعر بالخجل والضيق خاصة أن أصدقائها بدأوا بالتنمر عليها والسخرية منها . فكرهت المدرسة وأرادت أن تبقى في بيتها ولا تغادره. وهنا كمنت العقدة في القصة. حتى جاء الحل، وهو قرار الأمّ بالذهاب للدكتور وتحويلها لمركز علاج النطق، وبعد عدة جلسات تعافت الطفلة، وعادت للكلام ونطق الحروف بالشكل الصحيح … القصة تعالج موضوعي الاختلاف والتنمر معا، فموضوع اللثغ هو اختلاف والسخرية منها تنمر… الجو السائد في القصة ولغة الحوار بين الشخصيات… الأمّ وأسيل وكذالك مع الطبيب لغة سهلة للغاية والأحداث غير مركبة.

جاء الحل بطريقة عادية جدا، يا حبذا لو أضافت الكاتبة مشهدا لإثارة الجانب الإنفعالي السلوكي للطفلة بقليل من المونولوج والحوار مع الذات للتعبير عن المعاناة من التنمر، أو للأمّ خاصة أن الموضوع فعلا مقلق للأهل في هذه الظروف تحديدا، حيث تتفاقم مشكلة التنمّر ببن الطلاب وحتى عبر وسائل الإعلام أيضا.

وكان من المفضل أن  تنتبه الأمّ لسياسة التعزيز لبنتها والتأثيرعليها للإندماج  بالمدرسة، وتحدي الصديقات كطريقة اضافية نفسية قبل الذهاب للطبيب، وحينها  يتطابق عنوان القصة أكثر مع الموضوع.

لفت نظري أيضا في النهاية، حديث الأمّ بأنّ أسيل نالت جائزة تفوّق مع ” صديقاتها”  لغة التأنيث، وليس أصدقائها، وكأن المدرسة مدرسة بنات فقط . وليس بالغريب فهناك مدارس حتى اليوم فقط للذكور وأخرى للبنات. ولكن في بداية القصة ورد بعدة أحداث ( الطلاب) (الزملاء) . أيّ كلا الجنسين، فلماذا حددت الكاتبة في النهاية التفوق فقط للبنات؟ فهل قصدت ذلك الكاتبة أم أنّها لم تنتبه له؟

بداية القصة كانت بتعابير سلبية عن عدم الرغبة بالذهاب إلى المدرسة، ولا ترغب باللعب مع الأصدقاء، أيّ أنّ الجوّ السائد هو الحزن والبكاء … نهاية القصة فرح وتفوق ولكنها نهاية مغلقه، وكنت أفضل أن تكون مفتوحة حتى يتسنى للأطفال الحوار ومناقشة أسيل حين عادت للنطق السليم حول مشاعرها الجديدة، وكيفية تقبل ذلك من الزملاء.

وكتب الدكتور عزالدين أبو ميزر:

لا كثير كلام يمكن أن يقال في هذه القصة رغم جمال وسمو الهدف الذي قصدته في قصتها، وهو اللثغ باللسان، وذلك  بخفة دم وسلاسة وقصر في الجمل بلا تعقيد أو مبالغة، وقصر حتى في القصة نفسها ممّا لا يثقل عل الأطفال.. ولكن قد تكون سببا في زيادة المعرفة، فندوتنا ندوة لا تقتصر على نقد الكتب التي نقرأها، بل تهتم بكل المعارف على اختلافها… قصة اللثغ هذه وخاصة في حرف الراء بتحويلها الى ياء يسبب لصاحبها كثيرا من الحرج والضيق وربما إلى عقد نفسية، وكلنا يذكر قصة أحد الأمراء الذى كتب كتابا ملأه بحروف الراء، وبدأه بِأمر أمير الأمراء أن نحفر بئرا  في الصحراء ….الخ، وقدّمه إلى أحد من كانوا يلثغون بالراء من البلغاء؛ ليلقيه على الجمهور ليسبب له الحرج، فأخذه منه وألقاه دون أن يلثغ بحرف واحد إذ استطاع ببلاغته تحويل كل كلمة فيها رأء إلى أخرى تخلو منها دون أن يغير المعنى، فكان الحرج لغيره… وهذه قد تكون وِلاديّة كما حدث مع أسيل، وشرحت لنا الكاتبه كيف تخلصت منها وعادت لها الثقة بنفسها بأسلوب شيق…  وهناك ما هو متقصد وعن عمد، وأصبح لهجة من لهجات العرب بنقص أو زيادة أو إبدال حرف بحرف… وقد ذكر الأستاذ أحمد تيمور باشا ما يزيد عن عشرين صنفا من أسمائها: كالكشكشة والعنعنة والطمطمة والتلتلة والكسكسة وغيرها،مما لا يزال ليومنا هذا  عندنا وعند كثير من الشعوب العربية الأخرى، وأصبح لهجة مستخدمة ويسمعها من يخالطهم ويسمع كلامهم  في الإذاعات والتلفزة، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتنوعة.

ابارك للكاتبة إصدارها وكم كنت أتمنى لو شرحت لماذا الطبيب أراد التأكد من سلامة سمعها، وعدم التشوش فيه، إذ طبيا أن من لا يسمع فبالضرورة لا يتكلم، فكل أصم أبكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى