رسالة إلى الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد في قبره!
منى النجم| العراق
تنويه: الصورة المرفقة للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد يجلس بين شيعي (الشاعر عبد الرزاق الربيعي) وسني (سعيد الصقلاوي) ويحمل بين يديه طفلة إباضية المذهب (دجلة عبد الرزاق الربيعي)
حينما كنا نقتات الشعر بدلا عن الفطور، وننشغل بأوجاع الروح المنبثقة من آلام سغبنا بدلا عن احتساء الشاي الذي كان كل همنا أن يكون شايا حقيقيا فعلا في وقت الحصار. كان أباطرة الشعر يقتاتون العسل والشاي السيلاني الرائق والمهيّل من يد طاغوت الزمان.
فليس عجبا أن ينبري ليقول
عبد الرزاق عبد الواحد في قصيدته يا صبر أيوب:
واضيعة الأرض إن ظلت شوامخها
تهوي ويعلو عليها الدون والسفل
القصيدة التي انتكست صحته بعدها ونقل إلى باريس للعلاج من نوبة قلبية ألمت به هما وحزنا على مايجري في العراق، ونسى أو تناسى أن العراق في العهدين يسغب ويقتل بلا سبب، حتى إن صداما أمر أن يموت صباحا 40 طفلا ليتظاهر بهم أمام الإعلام ويتباكى حزنا على نقص الدواء، بينما الأطباء الذين التقيت بهم عرّضوا أنفسهم للخطر الداهم إذا ما صرفوا علاجا للأطفال وقتها
لا أدري كيف يعيش التناقض هذا العملاق اللغوي جاحدا ضميره وزاعما أن صدام كان رمز العراق. أي رمز هذا الذي يقتل شعبه وأطفال بلده ليبرز إعلاميا بوجه مظلوم. ويظل هكذا يطعم المتملقين الشهد بينما الجوع يكوي الأحرار ليس من قلة في زاده إنما لدناءة أصل في شخصية رئيسه
وإلا فكبير القوم من يطعم الطعام على حبه بروح سمحة فليس من شيء أحب وأقرب للنفس الكبيرة من إطعام الطعام.. هذا وقد مورست بحق الشعب أقسى السبل لمنعه من أبسط الأشياء وكان الجوع ديدنا؛ لكنما ما اعتقده جازمة أن الشاعر كان فاقدا لإحساس الجوع طالما أن الرئيس يدوف له الخبز بالشهد بيديه.
ولايكتفي عبد الرزاق عبد الواحد حتى يهاجم الجارة الشقيقة الكويت رغم أن طاغيته هو من استباح وجيشه كل المحرمات فيها
فيقول:-
كانوا ثلاثين جيشا حولهم مدد
من معظم الأرض حتى الجار والأهل.
جميعهم حول أرض حجم أصغرهم ألا مروءتها تندى لها المقل.
وكان عليه كشاعر للنظام ورئيسه أن ينصح هذا الرمز الخبل الذي زج بشعبه في أتون المجهول الذي أسفر عن مشاهد الجوع المفتعل الذي صوره الإعلام على أنه متلازمة لهذا العصر، وفاتهم أن الباحثين في النفايات لا يأكلونها كما يحاول الإعلام أن يصورها وإنما تجارة؛ أثرى أهلها من جرائها واشتروا الدور والسيارات الفارهة العالية
ما اقبح الشاعر أن يمدح الطغاة والظلمة والذباحين فيجعل الشمر وصدام ضحايا للخداع ملتمسا لهما العذر
ما أقبح الشاعر أن يكون بلا انصاف ولا ضمير
ولا أزيد