الحوار التلفزيوني.. المعايير والأركان والأدوات
توفيق شومان | المركز اللبناني العربي للإعلام والتدريب ـ بيروت
أولا – معايير المقدم التلفزيوني والإذاعي
ـ ألا يعتبر المُحاور نفسه أهم من الضيف.
ـ المشاهدون يريدون معرفة ما يقوله الضيف وليس المُحاور .
ـ احترام الضيف والإيحاء له بأن المُحاور ليس ندا او نقيضا له.
ـ عدم تعاطي المحاور مع الضيف بأسلوب استفزازي يخرج الضيف عن طوعه ويتحول الحوارإلى حلبة مصارعة بين الضيف والمحاور .
ـ من حق المحاور إحراج الضيف برصانة ولكن من دون استفزازه .
ـ برصانة الهدوء يمكن للمُحاور أن يُخرج من أعماق الضيف ما يريده ، بينما استفزاز الضيف يؤدي إلى افتعال مواجهة بين الضيف ومحاوره .
ـ من الأفضل حين يراد توجيه سؤال اشكالي إلى الضيف، أن يكون السؤال منسوبا إلى معلومة موثقة كشفت عنها وسيلة إعلامية مرموقة او أدلى بها سياسي رفيع ، مع ضرورة الإتيان على اسم الوسيلة الإعلامية أو السياسي المعني .
ـ لا ينتظر المشاهدون الإستماع إلى رأي المحاور التلفزيوني أو الإذاعي، بل ينتظرون الإستماع والإصغاء إلى آراء الضيف ومواقفه وما يمكن أن يكشف عن مواقف أو معلومات ، وعلى هذه الحال يتوقف المشاهدون عند طريقة طرح السؤال والأسلوب المهني الذي يستخدمه المُحاور، ولا يتوقف المشاهدون عند رأي المحاور، وهذه مسألة يجب أخذها كقاعدة أساسية في الحوار التلفزيوني أو الإذاعي.
ـ من الضرورة القصوى التعامل مع الضيف بأنه الضيف المناسب للموضوع ، ولذلك جرت استضافته، وأي خروج عن هذه القاعدة يعني فشل الحوار وفشل الحلقة التلفزيونية أو الإذاعية
ـ على رأس الضرورات الحوارية التمييز بين نوعية الضيوف، فالهدف من استضافة المحلل السياسي الإطلاع على رأيه في تفسير الأحداث وتحليلها ، بينما استضافة مسؤول سياسي ، الهدف منها الإطلاع على مواقفه ومواقف الجهة السياسية التي يمثلها ، وأكبر خطأ يقع فيه المُحاور حين يخلط ولا يميز في طريقة طرح الأسئلة بين المحلل السياسي والمسؤول السياسي .
ـ الإلتزام بقواعد اللغة مسألة في غاية الأهمية، وهذا الإلتزام يجلب الإحترام والتقدير للمحاور من قبل ضيوفه ومشاهديه، وأما عدم الإلتزام فقد يؤدي إلى تعاطي الضيوف بإستخفاف مع المحاور ، ومما يعطي صورة سلبية وغير لائقة عنه .
ـ الإحاطة بموضوع الحلقة الإذاعية أو التلفزيونية ، تشكل العمود الفقري لأي حوار تلفزيوني أو إذاعي ، ولذلك يجب على المحاور التأكد من المعلومات التي يحولها إلى اسئلة يطرحها على ضيوفه .
ـ كلما أبدى المُحاور رأيه في الحوار ، يكون قد خرج عن قواعد الحوار وعن مهنية الحوار، ومن المناسب التأكيد أن المشاهدين لا يهمهم رأي المُحاور.
ـ ثقافة المُحاور تظهر في تفاصيل أسئلته ، وليس في رأيه، فالأسئلة القائمة على معلومات سليمة هي التي تجلب الإحترام للمُحاور، وتؤشر إلى مهنيته وضلوعه في مهنته .
ـ من الخطوط الحمر التي يجب على المُحاور ألا يقترب منها ، عدم دخوله في حوار لم يتم التحضير اللازم له، وأحيانا يعتمد الضيوف طريقة للخروج من موضوع الحوار الأساسي إلى موضوعات قد تكون غائبة عن بال المُحاور أو أنه غير ملم به، وفي هذه الحالة ، من الضروري أن يلجأ المحاور إلى الطلب من الضيف بطريقة لائقة ومهذبة العودة إلى أساس الحوار ، مع التأكيد على استضافته في حوار آخر حول الموضوع نفسه .
ـ ثمة ضيوف يمارسون الإستعلاء على المحاور التلفزيوني أوالإذاعي، وأمام المحاور طريقتان للتعاطي مع هذه الحالة السلبية، إما عدم استضافة ضيوف من هذا النوع ، وإما امتصاص حالة الإستعلاء عبر افتعال الهدوء والبسمات الظاهرة والعمل على تهدئة الضيف بإسلوب رصين، فالضيف المتعالي يكون عادة غير مطمئن للحوار ويخشى السقوط في تفاصيله، ولذلك يستعيض عن خوفه بإستعلائه، وحين يصار إلى طمأنته بالرصانة والتحبب والهدوء، ومن غير أن يقال له ذلك مباشرة ، تنخفض وتيرة خوفه وتنخفض معها وتيرة استعلائه .
ـ ثمة ضيوف يطيلون بالأجوبة، ويخرجون من موضوع ويدخلون في آخر، ولا شك أن مثل هؤلاء الضيوف، يجعلون المحاور ثانويا وشبه غير موجود، هنا تتبين قدرة المحاور على الدخول في مهنية المقاطقة من دون إزعاج الضيف أو إشعاره بأنه أطال أو خرج عن قواعد الحوار، وفي مثل الحال يكون دخول المحاور عبر الإشادة بأفكارالضيف وبما يقوله والطلب منه أن تتم مناقشة ما يقوله نقطة وراء نقطة من أجل الإستفادة منه، وبهذه الطريقة يستعيد المُحاور زمام الحوار ويمسك بقواعد الحوار من جديد .
ـ من المهم قبل بدء الحوار، العمل على إظهار الإهتمام بالضيف، خصوصا إذا كان له قناعات مختلفة عن قناعات المُحاور، فالسؤال عن عمله وصحته وعائلته، يخفف التوتر المخفي في داخله، كما أن الإهتمام بمظهره قبل بدء الحوار التلفزيوني، من مثل الطلب منه ضبط ربطة العنق أوتسوية قميصه والإيحاء له برعاية مظهره ، فذلك يولد عنده نوعا من الإطمئنان ويوجد لديه انطباعا بأن المهتمين به حرفيون ومهنيون، خصوصا إذا كانت تلك الإهتمامات من المُحاور نفسه .
ـ لإعطاء الثقة للضيوف، وبالتحديد المستعلون والقلقون، لا بأس، بل قد يكون ضروريا، أن يصارح المحاور ضيوفه أو ضيفه بأن أسئلته ستكون محرجة ولكنها علمية واحترافية، ومن حق الضيف أن يجيب بما يراه ويناسبه وبالطريقة العلمية والإحترافية ذاتها ، وهذا الأسلوب يُشعر الضيف بالإرتياح والثقة وينتج احتراما وتقديرا لمُحاوره .
ـ يفقد الحوار أهميته حين يذهب المحاور للتمييز بين ضيوفه ولا يكون متوازنا في إعطاء المساحة الزمنية العادلة لكل ضيوفه ، ومثل هذا الأسلوب ينم عن احتقار وعدم مهنية وعدم احترافية، حتى لو كان الضيوف يحملون وجهات نظر واحدة، فالمحاباة هي ضعف مهني، فإما يكون الضيوف متساوين، وإما لا ضرورة لتعدد الضيوف .
ـ في حال كان الضيوف مختلفين في وجهات نظرهم، فالضرورة المهنية تقتضي التعاطي بالتوازن بينهم ، وإلا لا ضرورة لإستضافة مختلفين في القناعات ووجهات النظر .
ـ أن تكثيف حركات اليدين والإستعمال المفرط لملامح الوجه، هي من العوامل السلبية لدى بعض المُحاورين، نعم، قد يلجأ المحاور إلى تحريك يديه أو استخدام لغة وجهه، نتيجة موقف مفاجىء من احد الضيوف، أوبهدف إنتاج مشهد بصري متحرك، هذا أمر مقبول إنما بحدود معقولة وتحت سقف الضبط والتحكم بحركات اليدين وملامح الوجه.
ثانيا – أركان الحوار المسموع أو المرئي
بعيدا عن الصوت والصورة والعناصر التقنية والفنية، فالحوار التلفزيوني أو الإذاعي قائم على أربعة أركان: الموضوع ـ الضيف ـ المُحاورـ طريقة الحوار، وأي إغفال لركن من هذه الأركان الأربعة، يؤدي إلى إفشال الحوار وسقوطه، ولكن الذي يدفع الثمن الباهظ هو المُحاور، فالمُحاور حين يتغافل عن ركن واحد يكون أكبر الخاسرين وأكثر المتضررين.