هشام أبو هواش.. هل ولدتكَ امرأةٌ من لحم ودم؟ هل كانت لك طفولة مثل التي لنا؟
خالد جمعة | فلسطين
هل لعبتَ وجرحتَ حاجبك حين سقطتَ عن “السنسلة” في حقل عمك؟ أم تراك تعلمت أغاني الأطفال التي علمونا إياها؟ البعض لا يصدقون يا صاحبي أنك مثلنا، وأن ما يجري في عروقك دم مثل الدماء التي تجري “نظريا” في عروقنا، ففي الحقيقة أننا “ما في عِنّا دم”.
140 يوماً، وبالأحرف، كما في شيكات البنوك، مئة وأربعون يوماً لا غير، كل هذا الجنون الذي لا يعترف به الأعداء، قد حط على أغصانٍ من خجل، نبتت في صحراء الأرواح التي تشاهد ولا تحرك إصبعاً، لأن الجميع يشعر أنك لست مثلنا، لأننا نشكو من صيام يوم واحد، فيما هو فريضة لله، وأنت صمت عن أمة الإسلام كلها، أربعة أشهر ونصف، كاملة، ربما تدخلك الجنة، لكنها ستدخل الكثيرين النار، كما سيدخلها كاتب الأخبار، وكاتم الأخبار.
أطفالُك، أعني أولئك الذين يتشكل منهم الجيلُ كله سيلاً من الإعجاب والدهشة، سيلقون التحية عليك عندما تخرج منتصراً، أو شهيداً، سيحفظون اسمك ربما، وربما ينسونك مع من ينسونهم، لكن الأمر الذي لا جدال فيه، أنك وحدك، وحدك تماماً، تقفُ حاملاً صخرة سيزيف، متحدياً كل الآلهة المزيفة، مناطحاً قضباناً لم تستطع أن تفهم ماذا يعني أن تكبر في جبال الخليل، ومعنى أن تعدّك امرأة من نار وشجر كي تكون فلسطينيا.