عهدة عارف باشا العارف
د. أسماء عبد اللطيف حمد | فلسطين
هذه العهدة التي وثق نصّها في كتابه “المختصر الجامع عن تاريخ القدس”، العارف وهو يؤلف هذا الكتاب، كان يرى ببصيرته وخبرته ومشاهداته القريبة أنّ مدينة القدس ستكون عاجلاً أو آجلاً بؤرةالصراع وميدان المواجهة “الرمزي والواقعي” بين العرب والمسلمين في جانب والصهيونية ومن ورائها الغرب” الأوروبي الأمريكي”، فقد حرص العارف على توثيق الانتماء العربي للقدس، واستمرار هذا الترابط العضوي الذي زاده الوجه الاسلامي حياة ونضارة، وفي بعض فصولها – تذكرنا بمحاضر التسليم والتسلم، التي تتمّ بين طرفين يثق أحدهما أن المتسلم غير آمين على ما تسلمه (اختيارا أو اجبارا)، وكشف العارف في عهدته عن موقع القدس الإداري والسياسي بالنسبة للدول والإمارات الإسلامية.
حتى تأسست “الدولة الفاطمية، فتنهض القاهرة، وينهض مآل القدس في اكتسابها صفة عاصمة فلسطين، إلى جانب كونها أرض باركها الله، وغفر لمن توسد ترابها.
وأنّ ثوابت الانتساب التي قدمها عارف باشا عبر خمسة عشر قرنا لمدينة القدس، التي تبدأ بإفراد مسجدي الأقصى والصخرة المباركة ، إلى جانب ستة وثلاثون جامعاً موزعة بعضها في ساحة الحرم، وثلاثة وعشرون جامعا خارج وداخل السور، وقد تعرض بعضها للاغتيال والمسخ.
المكان هو التاريخ، ملامحه وثوابته هي وثائق انتمائه، وشهادة ميلاده، التي ولجت سويداء القلب، وتجلى في إنسان العين.