نجوى عودة.. مقدسية رائدة ومن أبرز الرياديات في ميادين شتى
محمد زحايكة | القدس – فلسطين
قراءة الصاحب لكتاب الأسير المحرر – إن شاء الله قريبا -، حسام زهدي شاهين رسائل إلى قمر، أنعش ذاكرة الصاحب حول ناشطة مقدسية لامعة هي نجوى عودة التي طالما صادفها الصاحب في ميادين العمل والعطاء والنضال من أجل خدمة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والدفع نحو تثوير واقع المرأة الفلسطينية وتأطير عملها لتأخذ موقعها في طليعة الكفاح الوطني العام كتفا إلى كتف مع زميلتيها سلوى هديب وجهاد أبو زنيد في تأسيس لجان المرأة للعمل الاجتماعي.
والحقيقة أن احتكاك الصاحب بهذه الناشطة والمكافحة على أكثر من جبهة كان احتكاكا عابرا ولكن الصاحب بحدسه الصحفي وجلاء بصيرته أدرك أنه أمام إنسانة قوية الشخصية وصلبة الإرادة وذات عزيمة نضالية وتطلع أكيد لمزيد من الإنجازات لصالح المرأة الفلسطينية بشكل عام خاصة وأنها تعرضت للاعتقال والتعذيب في المسكوبية وصمدت صمودا نوعيا.
ورغم تباعد اللقاءات والأحداث التي جمعت الصاحب بهذه الشخصية الديناميكة والتي كما وصفها شاهين بأنها لم تنزل عن الجبل لحيازة الغنائم وبقيت على رأس مهامها الكفاحية وكأنها أدركت مبكرا أن الطريق الكفاحية ما زالت طويلة وشاقة وأن تحقيق الحرية والانتصار الحقيقي والنهائي على المشروع الصهيوني، ما زال أمامه مشوار طويل وصعب.
ومن خلال الصورة البانورامية التي رسمها قلم الأسير شاهين عن نجوى عودة تتبدى أمام أعيننا ملامح خاصة لهذه الأيقونة النسائية المقدسية والفتاة السمراء أو القمحية الجذابة القادمة من هضاب وتلال سلوان الأبية والمتمردة على واقع الاحتلال والرافضة لتقبله أو التعايش معه وإنما مقاومته والثورة عليه بكل ما تملك من أدوات المواجهة والتصدي وبناء القواعد المتقدمة بتدشين وعي المرأة الفلسطينية صاحبة الدور الأساس بما تقدمه من إسناد وتمظهر رديف لمهام رفيقها الرجل على درب النضال الصعب والمرير حتى تحقيق الأهداف الوطنية العليا.
ومن بين سطور شاهين تتراءى لنا بعص الملامح لهذه الصبية العفية وهي تتأرجح بين الطفولة والشباب لتصقل شخصيتها المتمردة والثائرة في رحاب مدرسة النظامية في بيت حنينا على يد نخبة من التربويين والتربويات وفي مقدمتهم الراحلة ” علية نسيبة ” التي كانت حارسة للعلم وراعية للأخلاق، لخلق جيل واعد قادر على تجاوز تحديات ومصاعب الحياة.
وما إن يتحقق حلمها في علم الاجتماع وتتخرج من جامعة دمشق حتى تسارع إلى معانقة حضن وطنها فلسطين لتلامس أوجاعه المتوالدة وغير المتناهية خصوصا وهي تستمع الى آهات تلك العكاوية جريحة الروح وحبيسة ذكريات الوطن المصلوب والمنهوب.
ويسجل شاهين عبارة من ذهب من وحي اطلاعه على فلسفة نجوى عودة في الحياة التي تقرر بكل اعتداد “الوطن في محنة ويحتاج إلى من يحميه ويعطيه لا إلى من يأخذ منه” لذلك انخرطت نجوى بكل طاقاتها الظاهرة والكامنة في مجالات عدة تطوعية وصحية وتعليمية في سياق الانتفاضة الكبرى وفي مجال الإعلام بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية وإن بقيت تعمل تحت الظلال غير باحثة عن الشهرة والأضواء أو على وجه الدقة غير” مندلقة ” بلا وعي على الظهور والشهرة ع الطايحة والطالعة كما يفعل البعض.. وبقيت محافظة على اتزانها ودورها الواعي المناط بها بدون تشاوف أو رعونة أو استعراض سخيف.
نجوى عودة.. بإطلالتها الجميلة وعينيها السوادوين الواسعتين اللامعتين وابتسامتها الرقيقة مثال حي على العطاء بصمت في كل المجالات المتنوعة التي ارتادتها وتفوقت فيها من توعية وإنتاجية نسائية وصحة نفسية سواء للطفل أو المرأة أو سياحة واقتصاد أو إعلام وثقافة أو عمل تطوعي.. الخ
نجوى عودة كما يقرر الأسير المحرر شاهين.. بقيت على الجبل تحرس نار الوطن حتى لا تنطفئ برياح الأعداء والمتآمرين الهوجاء. لنجوى عودة ومثيلاتها.. كل المحبة والتقدير وتحقيق المزيد من الإنجازات على طريق الانتصار العظيم.