التباس
د. سامي الكيلاني
زعيق نورس عابرٍ هذا
يمر كالبرق خاطفاً،
ويعود كنسمة عليلة كاملة الهدوء،
أم هديل حمامٍ عابرٍ نحو حقلٍ بعيد،
يمضي صامتاً يذرف دمعة،
حنوناً حزين،
ويعود في هديلٍ جديدٍ عامرٍ بالفرح؟
///
رفُّ نوارس هذا البياض
منقوشاً على زرقة السماء،
يجوب الفضاء،
يتجه شمالاً، ويعود
يمضي شطر الشروق، ويعود
يقصد الجسر غرباً، ويعود
يواصل غزل الهواء،
ليهدي مليكة الماء سجادة من ضياء،
أم رف حمام
يمر فوق رأسك،
يستدير،
يحط خفيفاً في ساحة الدار،
يسعى لرزقه،
من أجل زغاليل نامت على الطوى
في انتظار؟
///
أأنت هنا
قرب بحيرة هادئة،
إلاّ من موجة تتهادى،
ترتمي في حضن الرمال،
أأنت تمشي هنا،
أم تمشي هناك،
تركض في السفح،
تصعد تلةً خضراء،
تعانق الأفق البعيد،
تقبّل شمساً طازجة،
تنضو عن نورها ثياب نوم كسول،
تزيح من دربها تلال غيمٍ بليد،
لتعلن انتصار الضياء؟
///
أأنت هنا تقرأ الآثار،
آثار من عبروا على الرمل،
أكانوا يغذون الخطى
بخطو واسع،
حفاة خفافاً،
إثر حبيبٍ مر مسرعاً
دون أثر،
أم أنت هناك سارحاً
في واد الرياحين،
تقتفي أثراً،
لحبيب مشى على تراب ناعم
في أرض “أوفرت”،
وسلمت نفسها لسكة المحراث
في انتظار موسم واعدٍ مليء؟
///
أأنت هنا في حضنِ هناك،
أم أنت هناك في حضنِ هنا،
سنونو يهيم في رحلة مكتوبة،
يبني عشه الطيني،
في بيت عتيق،
يرتاح من تعب الجناح،
من طول السفر،
لم يذق طعم هدوءٍ،
هائم الروح دوماً،
توقاً لغفوة في حضن دافئ بعيد؟