فلا عاصمَ اليومَ منكَ أبتاه

عبير محمد | مصر
كيفَ غافلتَني وماقلتَ وداعًا؟!
الروحُ جائعةٌ تداعبُ كُرسيَّ الفراغ
هل مللتَ هذا الكونَ الموحش؟
وأعلَنتَ الرحيلَ بعيدًا
على جسور اللهفة
إلى مَجَرَّاتِ الصمتِ وحيدًا
كنجمٍ لا يقبلُ المُساومة
يَخلعُ عنه الزمانَ
يمشي خارجَ تقويم الذكريات
تموتُ المحطاتُ تباعًا
تعودُ إلى نهايةِ البداية
تكتبُ لي من مملكتكَ السماوية ..
ثمِلةٌ أنا بكَ يا لحنَ القلب
يا أطهرَ أغنيةٍ في دربِ النور
أنا ابنتُكَ البارَّة، عُصفورتُك
أنا من ماءِ اشتعالِكَ يا حياتي
لن أطويَ سفرَ حنيني
بمواويلِ صبري وصُكوكِ الفِراق
لن يُلغىٰ زمانُكَ أبتاه
سأزرعُ أشجارًا
لتبنيَ العصافيرُ أعشاشَها
وتتلوَ الصلوات..
تعالَ مع المطر
لتخضرَّ الحياة ..
إنّي سأشدوكَ طويلًا
وأبقىٰ على قيدِ ضوءِ وجهِك
لتكتملَ قصائدي بفلسفةِ الخيال
فلا بُعدَ يُفرِّقُنا ولا زمانَ يُقصينا
دعني أعلنْ إليكَ انتمائي
ياجدولًا من الحب
هُويتي آياتُ ولائي
متصوفةٌ أنا على دين الشوق
أؤمنُ بصلاةِ العاشقين تتبَعها تسابيحُ المجاز
حين تدنو تقترب حواسي منك
وأنتَ تتلو علي حروفك الثائرة
في صومعةِ البَوحِ بكلِّ وقار،
في ثورةِ التكوينِ وابتهالاتِ الرؤىٰ
أتأملُ أسئلتي العنيدة
حين تتوغلُ بحضورِكَ الأزلي
فتتجلىٰ رؤياكَ في عين صباحي ..
ياسيدَ الوقت
تعبُرني في ضجةِ الهذَيان
وهْجًا من نورٍ أتوضأُ بضيائك
إنْ لم أجِدكَ فسأتيمَّمُ برائحتك
بياسَمينةٍ منكَ تسيرُ في دمِي
أنا المكتظَّةُ بكَ بسكونكَ الدافئ
حينَ ترشُقْني سهامُ حبِّك
فيصير الوقتَ شموسًا
وتُصبُّ على لغةِ المجاز فصاحة
وأراكَ في صحوي قبلَ مَنامي
في كل ركنٍ أبحث فيكَ عني
أعانقُ أطيافَك ، بُحَّةَ صوتِك ،
عطورَ بسْماتك أتأملُ جديلتي
التى نسيتُها مُعلَّقةً على كتفِك
ذاتَ عِناق ..
إشارةُ عينِكَ مَلاكي
وأنتَ ترتِّلُ القرآنَ بهمساتك
فكيف كان الوداعُ وأنت تسكنني؟!
تُعانقُ غيمَ الرُّوح
تمتطي أشجارَ الشموخ
تقاتِلُ من أجل أنْ ترفرفَ
عصفورتُكَ الحزينة
إلىٰ مواويلِ الشمس
تشعلُ شموعَ الأملِ الأخير
ترتِّبُ فوضىٰ قصائدي
مطرَ بَوحي بقلقِ تأويلي
حين أمُرُّ من منبتِ الوحي
فتعزفُ سمفونياتِ الصبر الطويل
وتفُكُّ شفراتِ نبضي الغامض
فتفيضُ أنهارُ لغتِك
فلا عاصمَ اليومَ منكَ أبتااااااه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى