رَبُّ مَذهَبي

 عمر هزاع | شاعر سوري مقيم بقطر

خَسِئُوا..
إِذا قالُوا:
(تَنَبَّى؛ فَابتَنى)..
أَو..
(قَد تَنَزَّرَ؛ تابِعًا؛ وَتَبَردَنا)..
لا شَيءَ..
يَدفَعُنِي..
لِأَلبَسَ شاعِرًا..
غَيري..
وَإِن نَظَمَ الحُرُوفَ..
وَأَتقَنا..
إِلَّم أَكُنْ مُوسى..
فَمَحضُ مُضَلِّلٍ..
حِينَ استَخَفَّ مُعاصِرِيهِ تَفَرعَنا..
أَهدى لَهُ الكُهَّانُ أَوسِمَةَ الرُّقى..
وَأَضاءَهُ الإِعلامُ..
حَتَّى هَيمَنا..
إِلَّم أَكُنْ عُمَرًا..
فَمَحضُ مُفَسبِكٍ..
بِهَوائِهِ نُفِخَ الغَثِيثُ..
فَأُسمِنا..
مَنَحَ الرَّعاعَ حَشِيشَةً مَضرُوبَةً..
فَهَفا لَهُ الذَّوقُ الفَقِيرُ..
وَأَدمَنا..
إِلَّم أَكُنْ نَفسِي..
فَلَستُ؛ إِذًا؛ سِوى ظِلٍّ..
يُحاوِلُ أَن يَكُونَ مُحَسَّنا..
لَونٍ أُحادِيٍّ..
أَجادَ قِناعَهُ..
مُتَقَمِّصًا لِسِواهُ..
حِينَ تَلَوَّنا..
أَنا لَم أَكُنْ إِلَّا أَنا..
بِطَرِيقَتِي..
وَحدِي ابتَكَرتُ غَوايَتِي..
لِأُجَنِّنا..
وَحدِي..
جَعَلتُ الشِّعرَ؛ فِي كُلِّيَتِي؛ أُطرُوحَةَ المَعنى..
لِكَي تَتَمَعَّنا..
فِي الفَنِّ..
لِي أُسلُوبُ سِحرٍ أَسوَدٍ..
(كُنْ)..
قُلتُ..
(أَمرَكَ)..
قالَ..
ثُمَّ تَكَوَّنا..
أَضرَمتُهُ مِن جَمرَتِي..
وَسَأَلتُهُ:
(مَن أَنتَ؟)
(أَنتَ) – أَجابَ مُتَّقِدًا – (أَنا)..
قَطَّرتُهُ كَعُصارَةٍ نارِيَّةٍ..
وَكَسَرتُهُ بِالماءِ..
حَتَّى أَذعَنا..
خَلَّقتُهُ..
مِن خامَةٍ عُلوِيَّةٍ..
وَبَثَثتُهُ..
فِي الأَرضِ..
كَي يَتَفَنَّنا..
فَيَكُونَ؛ بَينَ الواعِظِينَ؛ حَكِيمَهُم..
وَيَكُونَ؛ بَينَ العابِثِينَ؛ الأَرعنا..
فَانبَثَّ شَيطانًا..
وَإِذ عَلَّمتُهُ أَسمائِيَ الحُسنى ارتَقى..
فَتَأَنسَنا..
وَكَكُلِّ إِنسانٍ..
تَمَرَّدَ..
ثُمَّ؛ إِذ أَورَدتُهُ نَهرَ الحَقِيقَةِ؛ آمَنا..
مُذ كانَ وَحشًا ضارِيًا..
آوَيتُهُ..
وَمَسَحتُ أَعناقَ الرُّؤى..
فَتَطَمَّنا..
لِي أَن أَقُولَ:
(صَنَعتُ مَنطِقِيَ الذِي لَم يَتَّخِذْ إِلَّا فِلِزِّيَ مَعدِنا..
أَنا رَبُّهُ..
وَرَسُولُهُ..
وَإِمامُهُ..
وَأَنا الذِي أَشجى الأَنامَ..
وَأَشجَنا..
مَذهَبتُهُ فَنًّا وَسِحرًا مُذهِلًا..
لِيَظَلَّ مُعجِزَةً..
تَشُلُّ الأَلسُنا..).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى