حُطامُ الصمت

محمد خلاد السكتاوي | المغرب


بعد أن مات مُعتكِفاً
في محراب صلاة
انتقل مسافِراً بين المجرات والسماوات السبع
ولم يعثر على إله
فعاد من ثقب سحابة سوداء إلى الحياة

وجد نفسه على الأرض
في صورة سنجاب طائر
شَقَّ فُتْحة في شجرة بلوط
وتكوَّم منتظرا حلول الظلام
فثمة أسرار كثيرة
في لغة الليل

سقطتْ نجمةٌ على ذيله الكث
وأضاءت مسكنه فقال هذا سِرٌّ إلهي
تحوَّلَ إلى راهب يعِظ في دروب مدينة خالية
كانت أجراس الكنيسة معطّلة
ربما لن تدق أبدا
فقد صارتْ بلا حبال
لا موت ولا تعْمِيد ولا قُدَّاس

الكائنات جميعُها أضحتْ بكماء
الطبيعة فقدت صوتها
الريح توقفت عن الصفير
والصمت أسدل ستار نوافذه
افترش حُطام بحر ميِّت
وغطَّ في سباتٍ طويل

همس الراهبُ للسنجاب المتكوِّم بداخله:
وصلتُ إلى اللانهايات
ثم عدت إلى هذا الكوكب
أحمل صورتي وصورته وصورتك
وأمشي بين الناس لا يعرفني أحد

هذا السفرُ عَبَثٌ لا ينتهي
سأغوصُ في غياهبِ الظلمة الكَوٌنِيًة
‎وأنام
‎قبل أن يستيقظ وَقْتٌ
‎لا أعرفه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى