أدب

غزة زهرة الله، يمامة الروح

فايز حميدي| شاعر فلسطيني مغترب
– ١ –
في زمن مساءات الضَّياع والليل الكئيب
والريح الهوجاء الغبراء
أشلاء غزة
شطآن غزة
والأمة الخرساء
-٢-
يا أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة
كفى رقصا على آلامنا
لم تعد تُجدي التّوريات ولا استعارات الفصاحة
يا أمةً غدرتْ فُرسانها بخيولها
وأمستْ سيوف غضبها مثلومةً مُهانة
يا أمةَ الضَّلالة
والكآبة
والضّجر …شُعلة غضب
لن نبقى في زمن الرَّقيق إلى الأزل ..
-٣-
مراكبٌ تَطوف شُطآن دَمي
وشجونٌ على أغصان الضلوع
أصعدُ آخر الليل سرير المقصلة
مُتوحداً
أنفاسي تُطاردني مُكللاً :
بالجراحِ
والأحزانِ
والسَّراب المرّ
والصمتُ يَعوي داخلي كالمشنقة !!
-٤-
في زمن كرنفال الدَّم وغفلة البصيرة
والنَّهار المهزوم بالظلمة
على مرآى من جرحنا ، جديلة الشمس
وأخوتي أوصدوا الباب دوني
أصواتهم صادرها الوجوم
وعقولهم حاصرها الخبل
والعالم الذي فقد المروءة
كم بعثرتنا الدروب ورمانا القدر !
كم تكسرت مرايا أرواحنا
واشتدت رياح الألم
– ٥ –
أبحروا في رئة الليل
والمطر الغريب يبللهم بماء الكآبة
ابحروا ، وتركوا لنا :
باقات أشواقهم
وسلال أناشيدهم
ورذاذ ذكرياتهم
في داخلي سعفة تكتوي
غابة تحترق
وصمتاً يستحيل شوكاً لمسافر بلا غَدِ
– ٦ –
وتهرمُ سنديانة العُمر
وتمعنُ في فضاءاتِ الحَنين
ويهمسُ الجسد برجعٍ حزين :
أغربةٌ بقعاء في أرياشِ شَواهين
سيتبدد هذا الوهم
من منح أصحاب القبعات السُّود
عابري البحر
برابرة الزَّمان
عطرَ أجدادي ودمعة الأسلاف ؟!
– ٧ –
هذا البحر وامتداده غير المتناهي
يدهشني
ويحيي أحلامي
ويمحو غشاوة الحُزن
وينعشُ فيَّ قرنفلةٌ تحلمُ بالرَّببع
تنهضُ أمواجه بيقين
تعلو وتعلو
ثم تُرخي جدائلها وتنثني
ثم تختفي
لتولد من جديد
دفقة ضياء ، أمل جديد
غزة زهرة الله ، يمامة الرُّوح
نجمةُ الصبح ، ذاتٌ لا تموت …

القدس الموحدة عاصمة فلسطين الأبدية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى