أدب

هم الرجال فماذا قدمتم أنتم أيها القاعدون؟

د. أحمد الطباخ
أثبتت الأيام أن أهل فلسطين هم الرجال الذين ما وهنوا، ولا ضعفوا ولا باعوا ولا خانوا، ولكنهم ثبتوا وما يزالون، ويضحون بكل ما يملكون في ميدان الوغي مع عدو متغطرس أجرم في حق الإنسانية، وقام بجرائمه على مرأى ومسمع العالم، بل يسانده العالم في السر والعلن، ويفعل ما يقوم به بحجج واهية ودعاوى باطلة، فقد قتل الأطفال ودمر البلاد، وذبح النساء بدم بارد ، والرجال يواصلون قتالهم وحدهم دون سند من قريب ولا دعم حقيقي، وإنما بإمكانات متواضعة وحصار خانق، والعالم ما يزال لا يستطيع أن يفعل شيئا أمام تلك الٱلة العسكرية الباطشة، وقد داس القانون الدولي، وانتهك حقوق الإنسان، وفعل ما تفعله قوة محتلة في تاريخ الإنسانية، فها هم يحاصرون ويدمرون ويقتلون، ويتبخترون تيها وصلفا وتعجرفا دون محاسبة ولا اهتمام لأحد، وإنما تعطيهم القوى الدولية الضوء الأخضر أن يفعلوا في أهل فلسطين ما يريدون دون خشية، ولا خوف من أحد والعرب عار عليهم هذا الصمت المريب، والسكوت المهين وإخوة النسب والدين يبادون وتدمر بيوتهم وتدنس مساجدهم وتنتهك حرماتهم، فأين نداء وامعتصماه؟!، وأين نداء الدين وإغاثة الملهوف وإعانة المكلوم وتاريخنا المشترك وروابط الأخوة وعصابات العدو يفعلون في أهل فلسطين ما يعجز عنه الوصف، ومتى تستفيق أمتنا وتغيث اهل فلسطين تأييدا وتوضيحا ؟! ، ومحاولات من أصحاب الرأي المؤثر في ايقاظ تلك الضمائر التي ماتت حتى ننعش ذاكرة الإنسانية بأن ما يحدث لأهل فلسطين هو حدث جلل، ومصيبة عظيمة، وإفك مفترى وإبادة جماعية لا يمكن لنا أن نقبلها ولا نرتضيها لأصحاب الأرض الذين هم صامدون وثابتون لا يضرهم من خذلهم ، وتخلى عنهم، فالله معهم ولن يتخلى عنهم ، فهم الأعلون والمنتصرون مهما طال أمد الصراع، وتجمع أهل الباطل فالحق أبلج .
إن أهل فلسطين يسطرون تاريخا جديدا في حياة أمتنا المستكينة التي صارت غثاءا كغثاء السيل تكالبت عليها الأعداء، وما يزال عدونا يخطط ويدبر للانقضاض على هذه الأمة وعلى تراثها ودينها وثقافتها وهويتها وبقيتها الباقية في هذه الفئة القائمة على الحق والتي ظلت كل هذه الشهور تدافع وتزود عن حياض الأمة وشرفها ومقدساتها دون أن تعتمد إلا على ربها الذي أعانها وثبتها ومدها بمدده وجند لهم من الجنود ما لا يعلمه إلا هو لتظل هكذا بعد كل هذه الشهور تقاتل وتقدم كل هذا العدد من الشهداء من الأطفال والنساء والرجال وشجعانها في ميدان القتال يمرغون أنفس أطلق على نفسه من قبل أنه الجيش الذي لا يهزم فها هي ذي تتوالى الهزائم عليه من كل حدب وصوب وتصيبه في مقتل وشباب العالم الحر يعتصم ويتظاهر دعما لفلسطين حتى صارت فلسطين ترفرف راياتها في كل مكان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى