عامان

سيمنار البهي/ مصر 

عامان
وأنا أموءُ كقطةٍ مذعورةٍ وأنت لاهٍ عني
عامان وأنت تخبزُ لي عفنَ الحروفِ
وأنا ألوكُها وأقولُ الله!
عامان
تجزُّ حشاشةَ قلبي بسكينِكَ الباردةِ
وأنا اغردُ وأتمتم لنفسي
يومًا ما
سيزرع الكرزِ والعنبِ في حديقتي
عامان
وأنا أعجنُ حروفي بالكاكاو وعصيرِ البرتقالِ
لتعطرَ أنفَّكَ قبلَ فمِك
عامان
وأنا محبوسةٌ في كهفِ الأنتظار؛ أتقصى ريحَ يوسفَ
أو قطعةً من القميصِ
كانت لي أيكةٌ بها السوسناتُ والرياحين وبئرٌ من العسل
أشدُّك من ذراعِكَ لتتهادى بخطواتِكَ عليها
وتقطفَ من عبيرِها ماتشاء
فما كان منك إلا أن عطلتَ البئرَ
وخلعتَ عني سوسناتي ورميتَ بالرياحين
حتى مزمارَك
لم تسمعُني منه إلا قليلًا من الألحان
وكنتَ تخبئُه في حجرِ جنياتِكَ بعيدًا عني
عامان
وأنا أسمعُكَ طنينَ قلبي لتمص رحيقه
وترتوي من حليب. الحب لبنًا خالصًا
وأنت
تسمعُني صريرَ البابِ يُغلقُ عليَّ
فتطيحُ الوحدةُ بي من نافذةِ الغياب
أحيكُ ثوبَ وحدتي مطرزًا بدموعِ عيني
عامان وأنا أشرقُ لعبوس عينيك
علَّها تمطرُ حنانًا فتستريح
ماذا عليَّ بعد ؟
أما آن لي أن أستريحَ من عناءِ السفرِ
إلى خيالِكَ المريض .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى