مشهد مَأْسَاوِيٌّ من البئر العميق
د. محمود رمضان
أيها البئر العميق أمات الضمير؟!
أم تملحت أطرافه وعمّ الحتف والمصير
ريان الجنان..
يفوح الطهر منه كالغدير
القلوب مكلومة والدموع كالسيل الهدير
وحدت الإنسانية العرجاء كنبض وثب
بمشرق الفؤاد وعند الغروب سيبكي المغرب في مشهد منقطع النظير !
أيًا ريان النهر والكوثر
أيا ظل المآذن والأناشيد والتهليل والتكبير
ذاب جليد القطبين حزناً
انفطر الفصام الذي جمد العقول عن التفكير
الأم قهرها الفقد وفلذة الكبد جمر سعير
مشهد يتألم من يراه ونزف الجرح خطير
عجبًا للصبر لا يُداوى
الآلام هذا ليس باليسير؟!
أنهض أيها الوطن..
عظم الله أجرك وعاقبت بالعدل كل تقصير
كم من ريان مثلك ولد في وطن خضبته الأفكار والجراح وأسنة الرماح وظلم التفسير؟!
كم ريان ستقذفه الأرحام والأقدار ويولد ألف قنديل وقنديل
بل كم بَأَرَت بِئراً أيها الإنسان المعذب لأخيك الإنسان بلا تفكير!
تُرى هَلْ تأبى الأَبَّار تقبيله عندما يَحين الرَّحيلْ.. هذا مستحيل وألف مستحيل؟!
أفق أيها الوطن المغيب عُد للرشاد أيها الكبير!
لا رثاء لشهيد نجله فؤاده كسراج منير
لكن القلب يبكي شوقاً والنزف مطير
سيكتب الوطن اسمه في سجل ينير
مثلما كان في البراءة ولا يقبل عذر ولا تنظير