لكنه لم ينزجر

فايز صادق | شاعر ومهندس مصري

فى شراعٍ فاض عن نبضي

وعن خفق الأمانى

غافياتٍ فى الصَّدورْ

  فيما تداعى من تشهٍ للتَّصافح

فى لقاءٍ بين قلبين استهاما

 في سباق الشَّوق

أدمت خطونا

تلك الوعورْ

ماذا تبقَّى من صباحات اقتران

الوجد فى نظراتنا

أو فى ارتباط وعودنا فى الصُّبح

أن نطوِي جراح الليل

فى مشفىً طهور

ونقلِّم الأيام من أعطابها

 ونعالج الآفاق

من وجع الغمام

ومن فتور الموج تحت قلوعها

ومن ارتياب الروض فى قطر الندى

فوق الخمائل والزُّهور

ماذا يكون إذا التقينا

خلف ظهر الليل

منسيين مشتاقين مهمومين

منهوبَىْ براح الخدر والنشوى

كمحرومين من ألقٍ

ومن شبقٍ جسور

وبأيِّ آلاء الحبيبة أستفيض الشَّوق

من غدواتها كي تصطفى ما بيننا

وأراود الفرس الحرون بقلبها

ليفوه بالحرف الملبى

لاشتياق ندائنا

بين الغيوم المثقلات بحزن

عمرٍ ضائعٍ في غربةٍ

لم تكترث خجلاً

بما نشبته فى أعناقنا

أنعي بفائض حرقةٍ

ما قد تبقى من حصاد الشوق

فى هذا المدارْ

أنعى صميم الوجد بين قلوبنا

فى رعشة النبض المؤجل

من ندوب البين في برد الشتاء

وعتمة الأمطار

أوفي عاديات الصَّيف بين مواسمٍ

هجعت بسكرتها على

باب النَّهارْ

وتظاهرات الموج وسط شوارعٍ

رحلت مع الايَّام تحمل حزنها

فى موكب الجند الذين تجمَّعوا

بعد الهزيمة فى انكسارْ

لا تسألينى كم سأبقى مفرداً

أرنو لعينيك البعيدة راجياً

ومؤمِّلاً في أن تعود

مع البريد أو القطارْ

وأخضُّ ماء الغيم فى حدقاتها

مستحضرا ما غاب عنِّى

من خسوف البدر فى أشواقنا

أو من كسوف الحلم فى

قلق النَّهارْ

هي بسمةٌ وتشبثت بالبحر في إيقاعها

كيما تدين لحمرة الشفتين ذاكرة المطر

فوهبتها ما زاد في نبضي

إذا ضحك القمرْ

وتَلاحُقَ الأنفاس مسرعةً إلى ميعادها

قبل اللقاء المنتظرْ

لتعيد ترتيب الخلايا فى دمي

وتصوغ ألحاناً جديدة فى فمي

عند اكتمال البدر

فى عرس السَّمرْ

لكنها غامت فأظلم كلُّ شئٍ

تحت جنح الوحدة الصَّماء

مهرٌ واحدٌ يجري السباق

مع التَّذمُّرِ والضَّجرْ

عاتبت خاطرتى على

صفوٍ بها

وزجرت قلبي كي يخاصم نبضها

لكنه لم ينزجر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى