شبح

عبد الرزاق الربيعي

لست غائبًا
غير أنّني..
غير موجود
داخل الإطار
ولا خارجه
///
لم أتدافع بالمناكب
لحضور حفلة الحياة
ولم أتخلّف
لحظة…
عن تلبية الدعوة
ولم أنصرفْ عنّي
لسواي
بل اكتفيتُ
بمراقبةِ المشهدِ
من وراء الكواليس
///
لم أكن الأوّل في السباق
ولم أكن الأخير
ولم أشترك به
فيما ظلّت علامتي شاغرة
حتى الصافرة الأخيرة
///
تسكنني الجهات
مثلما أسكنها
لكن لا جهة لي
مثل ربّ صغير
قُدّ من تمر..
وكلمات
///
رسموا صورتي بالزبد
وعلقوها
على الجدار المقابل
للأبد
///
رموني
في بحر بلا شطآن
ومضوا..
وحين عادوا
في موسم حصادي
لم يجدوا أثرًا لي
ولا للبحر
ولا للنسيان
///
في فم الساحل
بقايا
محيط ذابل
وحيتان عظميّة
وسفن غارقة
ووصايا…
وأسنان اصطناعية
وصورة مبللة
لمكان
كان
دون أن أكون..
///
لا تغلق الباب
خلفك
فربما أضعت الأمام
حين تهمّ بالمغادرة
عندها..
إلى أين تولّي تيهك؟
///
لستُ غائبًا تمامًا
ولم أكن كامل الحضور
كما ينبغي
ولم ألتقط صورة تذكارية
لمعنى يتوارى
تحت عباءة
شبح
لا علاقة له بهاملت
ولا تراجيديات
مسرح الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى