ما لم ينضج من كرْم الكلام !
جمانة الطراونة | الأردن
“قريباً من الصمتِ كانتْ شفَةْ”
تدورُ على لُغةٍ مُرهفةْ
///
تَخَطّفُ بالأغنياتِ المقامَ
وتوشكُ باللحنِ أنْ تخطفَهْ
///
فلمْ تتركِ الكَرْمَ كي يستديرَ
قُبيلَ اسْتدارتْ لكي تقطفَهْ
///
تمرُّ على المفرداتِ السمانِ
لتختارَ هيفاءها المُترفَةْ
///
تذوبُ على زقزقاتِ الطيورِ
وتجرحُها خفّةُ الرفرفَةْ
///
ولمّا تزلْ تستثير النسيمَ
إلى أن تخلّى عَنِ الهفهفَةْ
///
فلليوسفيّة بنتِ الجمالِ
عبورُ الموصّفِ قبلَ الصّفَةْ
///
كشيخٍ على الوَردِ عند المساءِ
سيُلقي ليُدفئها معطفَهْ
///
قريباً من الصمتِ كانتْ شفَةْ
تنقّتْ من المشتهى ألطفَهْ
///
وحين استوى بالكلامِ السكوتِ
رأتْ غايةَ السرِّ أنْ تكشِفَهْ
///
فلمْ تخشَ فكرةَ أنْ لا تُصان
وخافتْ على الوعدِ أنْ تخلفَهْ
///
فنحنُ لإجلِ النفاقِ الجميلِ
و فتنةِ أفكارهِ المُقرفةْ
///
قفزنا على حقبةِ الخالدين
بضمِّ النقوشِ إلى الزّخرفَةْ
///
سرقنا مِنَ الدّيرِ صوتَ النشيدِ
وبعنا بسوقِ الهوى أسقُفَهْ
///
وقبل الجوامعِ خنّا الصلاةَ
ولمْ نرحمِ الشيخَ أو مصحفَهْ
///
ولمّا انتبهنا وجدنا الرجوعَ
محالاً فمِلنا إلى الفلسفةْ
///
ندوّرُ ما قالهُ السابقون
ونعلِكُ فكرتَهُ المُجحفةْ
///
لأنّ الرحى تستفزُّ الجياعَ
إلى النّارِ موئلُها الأرغِفَةْ