طَائرَ الحَنينُ
فايز حميدي | السويد
أُعاني يا فَتاتيَّ ..
من ذاكرةٍ مليئةٍ بالأشواكِ تُؤلمني
تركتْ نِسغها صَمتاً وبعضُ الكَلاما
هي ساعةُ الصمتِ
أصيرُ صفاً وورقاً وحبراً وممحاةٌ
وفيروزُ تُغني
أزرعُ الريحَ ، والشطآن بالمرجانِ
وأسكنُ أصدافَ الحُلمِ ..
وأتحررُ من الصبرِ
وأستنجدُ من الصوتِ بالصمتِ ..
وَأمشي ..
فتأخُذني غاباتُ البُتولا
والعيونُ المُترعةُ بالثَلج ..
يا امرأةً
تُلملمُ فَوضايَ ..
حَديقتي تَسألُ عنكِ
وذاكرةُ الصباحِ سجلت ديوناً
من الأحلامِ المُستحيلة ..
ألم أقُلْ لكِ :
الحبُّ أقوى من ظلالهِ الجَريحة
يا امرأةً لِقلبي وَثنيتهُ
وعيناكِ راياتٌ وَراحلون !!
مَدينَتُنا وَزعتْ قَتلاها في فراغِ البحارِ وتراميَ المقبرةِ !!
وعلقتْ أهدابُها على الدروبِ الضَريرة ..
وَمشتْ تحت دمعُ السماءِ وليلُ الخريفِ
تستصرخُ عاشقَ الخُطى والشّمسُ والنَخيلا
أنا بَقايا لبيدرٍ صارَ تُراباً
يُناجيهِ نزيفُ الحُقولِ والجَداول
والشجرِ الناعسِ والتِلالا
وحدائقُ العوسجِ والزهرُ الحَزين ..
-٢-
يا امرأةً يا عُشبية العينينِ
يا غيمةً في الأفقِ
تُراودني رغبةُ الحديثِ إليكِ
ولا أجَدك
فأكتُبك هُنا أحرفٌ من نَدى الدُجى
لها بُرودة الرَدى وتاريخاً من الرحيلِ
تَذبلُ الوردةُ فالغابةُ فالمدينةُ
بين الصدىَ والأنين
يا قَلبي يا طائرَ الحنينِ
حَبوتهُ لسحابةٍ عَطشى
نثرتهُ فوقَ وَلهِ الحقولِ الحَزينة
هو الرمادُ ذاكرةَ النارِ
أمْضي في طَريقيِ
لا شيءَ يُؤنُسني إلا طَيفُكِ
ضُمّيني يا عِنَبيةَ الشَفَتينِ
يا بهجةَ الزُهورِ وَنشوةُ البَخورِ
وتوهجُ المَسافةِ يا سَنا اليَاسمين ..
ضُمّيني هَذا العمرُ إلى زوالِ
دَعِيني أحملُ من عُطركِ
زاداً لغُربتي بعدَ هذهِ الحياة ..