الثلاثاء الحمراء

د. إيهاب بسيسو | فلسطين
“الثلاثاء الحمراء” ما زالت تتجدد منذ أكثر من تسعين عاماً، لتصبح شعاراً ورمزاً وحالة وطنية مستمرة منذ كتبها شاعر فلسطين الفذ إبراهيم طوقان في رثاء محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي والذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في حزيران ١٩٣٠ بعد “إدانتهم” بالمشاركة في ثورة البراق عام ١٩٢٩ …
اليوم يشبه البارحة، إنه يوم الثلاثاء وفلسطين مجدداً تودع ثلاثة من أبنائها الشباب في نابلس …
لم يختلف طقس الإعدام كثيراً بين ثلاثاء حزيران ١٩٣٠ وثلاثاء شباط ٢٠٢٢ سوى في أدوات الموت التي يستخدمها جنود الاستعمار ضد رموز الحرية والتي تتنوع ما بين مشنقة أو قذائف ورصاص …
اليوم أشرف المبسلط ومحمد الدخيل وأدهم مبروكة يعانقون محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي في الأبدية الرحبة …
اليوم شهداء يوم الثلاثاء الحمراء يستعيدون بأجسادهم بوصلة الوقت الممتد بين الحكايات وصوت البلاد الوطني، العابر فضاءات الأزمنة ..
اليوم تستعيد الخارطة مرة أخرى بلاغة الأمكنة الممتدة من القدس وثورة البراق، إلى عكا وقصة البطولة والفداء إلى صفد، بلد فؤاد حجازي إلى الخليل بلد عطا الزير ومحمد جمجوم إلى نابلس بلد إبراهيم طوقان وأشرف المبسلط ومحمد الدخيل وأدهم مبروكة، إلى حيفا بلد الشاعر الشهيد نوح إبراهيم …
إنها فلسطين التي تلتحم فيها الجغرافيا والنبض الوطني في مزيج من بطولة وذاكرة …
شاعر فلسطين الشعبي وشاعر ثورة ١٩٣٦ نوح إبراهيم خلّد يوم الثلاثاء الحمراء، يوم الإعدام، بقصيدته الشعبية المحفورة في الذاكرة من خلال فرقة أداء فرقة العاشقين الفلسطينية، قبل أن يستشهد بدوره عام ١٩٣٨ بالقرب من قرية طمرة في الجليل بعد اشتباك مع قوات الانتداب البريطاني ولم يكن قد تجاوز ٢٥ عاماً من العمر:
من سجن عكا طلعت جنازة
محمد جمجوم وفؤاد حجازي
وجازي عليهم يا شعبي جازي
المندوب السامي وربعو عموما
ثلاثه ماتو موت الأسودي
وجودي يا أمي بالعطا جودي
علشان هالوطن بالروح نجودي
ولأجل حريتو بيعلقونا …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى