” كاتيوشا ” وحيد الطويلة.. هل رأيت رصاصة تبكي أو تعتذر؟
فاطمة رحيم | القاهرة
أول ما فعلته هو النبش عن كلمة ” كاتيوشا”، هل يقصد الأغنية أم قاذفة الصواريخ؟.
ثم عرفتُ أن القاذفة التي استخدمت في الحرب العالمية الثانية سميت على اسم الأغنية ” كاتيوشا” :
“إلى الجندي البعيد عند الحدود
من كاتيوشا أوصلي السلام”.
ثم دخلت في جلد الموسيقى الكبرى، بداية الرحلة والمحطة الأولى التي بدأت برعب مارلين مونرو ومخاوفها من “أن الشخص لا يستطيع أن يحب شخصًا آخر طوال العمر”
بعد أن تلقيت هذه الرصاصة الصريحة، ربت على قلبي حديث ضي رحمي الذي لا ينتهي:
” أود لو أحبك من دون ذاكرة، إلا تلك التي تحفظ حبك”
هذه البداية أكدت لي أنني لم أفارق مقعدي قبل أن أصل إلى آخر محطة.
مشهد تلو الآخر وأنا أقرأ كاتيوشا باستمتاع ممزوج بألمٍ غريب كأنني أنزف. كأنها أنا.
أدخلتني في عمق الصراع الذي لا دواء له بجملة قصيرة قد تكون هي الأخرى رصاصة:
” أربت عليه بيد فتقرصني الأخرى، أدعو بجملة وألعنه بأخرى”
شعرت أن هناك أنثى تجلس على مقربة مني وبيدها زهرة تخلع أوراقها من قلبها:
أحبه، أكرهه، أحبه، أكرهه …. إلى ما لا نهاية من الوجع.
أود أن أقول: إنني ما زلت جالسة على ذات المقعد أتابع المشاهد من خلف زجاج النافذة. وما زلت غارقة في بحر كاتيوشا وهي تحكي.