هي
مروان عياش | سورية
وقالت
اِذهب إلى قصيدتك
لا حاجةَ لي بشاعرٍ
قلبه شاردٌ بين الحروف
لا حاجةَ لي بوشاحٍ دمشقي
كلما رَميتهُ فوقَ كتفي
رَماني بينَ أحزانِ الياسمين
لا حاجةَ
لسوارٍ آرامي لبستهُ زينب
ذاتَ يومٍ في روما
ومكاتيبٍ تُغازلُ ظلَ نافذة
معشقةً برائحة الأسر
حُلمك
سردية إعدامٍ لأحلامي
نهارُكَ
يحرقُ أنوثةَ أرضي
يُقشرُ خُدودَها المُقمرةَ بالخجل
لا تُحدثني بلغةٍ تنتظرُ الدموع
وشعرٍ كلهُ صورٌ مفككةٌ
قطعٌ أثريةٌ
لامعةً في معبدٍ مدمر
لن أتعلقَ بسحابةٍ
فوقَ أغصاني صمتتْ
وأمطرتْ عصفوراً
فائقُ الجمالِ أخرسْ
قُلْ لهم و لا تقل لي…
أنا التي غَادرتْ في مركب الليل
منزوعةَ الأحشاء
لا قلبَ لي
محنطةٌ
ملفوفةٌ بالهموم
أنا الأبجدية التي مَاتَ آخرُ عُشاقها
مصلوباً
تحت ظلالِ الزيزفون
أنا آخرُ موجةٍ في بحر الرملِ الشرقي
اِذهبْ إلى قصيدتك
لا حاجةَ لي بشاعرٍ بلا بيتٍ
يَسكنُ أدغالَ الوجود
يُجالسني بلا عقلٍ
كأنه صورةٌ تدلتْ بين المعاني
يُبرقني بومضة
ويختفي بين الكلمات
يتماهى
كأنه غير موجود