خطبة موشيه ديان في تأبين الجندي القتيل روعي روتبرغ

حسام عبد الكريم | كاتب من الأردن

موشية ديان.. قائد عصابات أصبح وزير دفاع

يوم 30 نيسان / ابريل عام 1956 قتل أحد الجنود الاسرائيليين, واسمه روعي روتبرغ, بالقرب من حدود قطاع غزة على أيدي فدائيين عرب. وفي جنازته حضر رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي موشيه ديان شخصياً وألقى في الجموع كلمة مرتجلة تكلم فيها على سجيته ومن قلبه وبدون مراعاة الدبلوماسية والكلام المنمق. وفي خطبته تلك أظهر موشيه ديان حقيقة الصهاينة المتوحشين الذين لا يعرفون سوى لغة القوة والبطش والموت.قال ديان : انهم يكرهوننا لأننا أخذنا ارضهم وقراهم وحولناها الى وطن لنا , هكذا بكل صلافة, وبلا لف ولا دوران! واضاف ديان : لن نفلت السيف من قبضة ايدينا , لأن السيف هو ضماننا الوحيد في هذه الارض.

وقد اشتهرت خطبة ديان تلك في اوساط الاسرائيليين, وخصوصا الشبان منهم, وصاروا يرددونها ويتمثلون بها في كل حين, حتى أنها وصفت بأنها “صوت الجيل”.

وفيما يلي النص الكامل لخطبة موشيه ديان, من ترجمتي انا :

“يوم امس قُتل روعي! الصباحُالهادئ في اليوم الربيعي أعمى عينيهعن رؤية مَن يتربصون به خلف ذلك الخندق. دعونا لا نوجه الاتهامات اليوم إلى القتلة! لماذا نشكو من كرههم الشديد لنا؟ منذ ثماني سنوات يقيمون في مخيمات لاجئين في غزة، ونحن أمام أعينهم نحوّل أراضيهم والقرى التي سكنوا فيها هم وأجدادهم إلى منازلَ ووطنٍ لنا.علينا أن نطلب دم روعي ليس من العرب في غزة, بل من انفسنا! كيف فشلنا في أن نرىبأعيننا مصيرَنا، ومصيرَ جيلنا بكل قسوته ووحشيته؟ هل نسينا أن هذه المجموعة من الشبان الذين يعيشون في ناحال عوز، يحملون على أكتافهم عبء أبوابَ غزة الثقيلة، التي تتكدس وراءها مئات الآلاف من العيون والأيدي التيتتنظر ضعفنا حتى تمزقنا أشلاء, هل نسينا هذا؟!اننا نعلم أنه من أجل القضاء على أملهم في ابادتنا، يجب علينا, صباحاً ومساءً, أن نكون مسلحين ومستعدين. نحن جيل المستوطنين، وبدون المدافع والخوذ الفولاذية لن يمكننا ان نزرع شجرة أو نبني منزلاً. لن تكون هناك حياة لأطفالنا إذا لم نحفر الملاجئ، وبدون البنادق و أسوارالأسلاك الشائكة لن يمكننا رصف الطرق أو حفر ابار المياه.الملايين من اليهود الذين تم إبادتهم لعدم وجود دولة لهم، يراقبوننا من رماد التاريخ الإسرائيلي, ويحثوننا على الاستيطان وبناء أرض لشعبنا.

وهناك من وراء تلكالخنادق على الحدود بحرٌ من الكراهية وأحلامُ الانتقام في انتظار اليوم الذي نتراخى فيه ونركن الى الهدوء!كلا لن نستمع لأصوات سفراء النفاق والمكائد المتآمرين الذين يحثوننا على إلقاء سلاحنا!دماء روعي تنادينا وتصرخ علينا من جسده المشوّه, لأننا أقسمنا ألف مرة أن دماءنا لن تذهب هباءً، ولكننا بالأمس خدعنا مرة أخرى، استمعنا وصدقنا! دعونا نحاسب أنفسنا اليوم. دعونا لا نتوانى عن رؤية العداوة التي تفيض بها قلوب مئات الآف العرب الذين يسكنون حولنا وينتظرون اللحظة التي يمكنهم فيها سفك دمائنا.دعونا لا نغمض أعيننا لحظةكيلا تضعف ايدينا القابضة على السلاح. هذا هو قدر جيلنا. هذا هو خيارنا الوحيد: أن نكون مستعدين ومسلحين، وقويين وصلبين، لأنهإذا انزلق السيف من قبضة أيدينا فستنتهي حياتنا.روعي روتبرغ، الشاب الأشقر النحيل، الذي غادر تل أبيب لبناء منزل على أبواب غزة ليكون جداراً لنا جميعاً! روعي روتبرغ الذيكان يسطع النور من قلبه فأبهر عينيه ولم يرَ بريق السكين المتربّصة! التوق إلى السلام أضعف سمعه فلم يسمع صوت الموت الكامن! أثقلت عليه بوابات غزة حتى أفنته! “.

المصدر : كتاب

 “Zionist Israel and the Question of Palestine”, by Tamar Amar-Dahl, published in 2017 by Walter de Gruyter GmbH, Berlin. Translated from German by Dr. Olga Thierbach-McLean.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى