” تيزيمث ” جديد وردة زرقين في التراث الجزائري

خاص جريدة عالم الثقافة | الجزائر

صدر للباحثة في التراث الشفوي الشعبي وردة زرقين مؤخرا، كتاب يحمل عنوان “تيزيمث” حول الأمثال الشعبية، الحكايات والأساطير، الترانيم والألغاز الشعبية باللهجة القبائلية بطبع من دار بهاء للنشر والتوزيع. 

الإصدار الجديد خاص بالتراث الشفوي الشعبي القبائلي مترجما إلى اللغة العربية، جمعته من منطقة القبائل من تيزي وزو، بجاية والبويرة، وصنًفت هذا الموروث الثقافي في أربعة أبواب، الباب الأول خاص بالأمثال الشعبية، الباب الثاني خاص بالحكايات والأساطير، الباب الثالث خاص بالترانيم والباب الرابع خاص  بالألغاز الشعبية مع تقديم الحل لكل لغز.

قالت المؤلفة والشاعرة إن المجتمع الجزائر كغيره من المجتمعات الأخرى، مجتمع زاخر بتراث لا مادي كالأمثال الشعبية، الألغاز الشعبية، القصص الشعبية والحكايات وغيرها، ولكن للأسف هذا التراث يضيع رغم غزارته وانتشاره في كافة أنحاء البلاد، وإيمانا منها بهذه الأفكار حول أهمية هذا التراث، فقد سعت إلى جمعه وتدوينه في كتب للحفاظ عليه باعتباره ثقافة شعب، وأكدت الكاتبة أن اهتمامها بهذا الكنز الثمين تحوًل إلى ممارسة منتظمة، وجعلها تجتهد وتبحث عنه في مناطق مختلفة من ربوع الجزائر، بحيث سعت إلى عملية بحث واسعة لجمع وإنقاذ كل ما هو خارج التوثيق من أناس حفظوا هذه الجواهر الثمينة التي توارثتها الأجيال عن الأجداد، فارتباطها بكل ما هو تراث وولعها به، جعلها تقرر في الغوص في أعماق الذاكرة والإبداع الشعبي الذي يهدده النسيان، كون الذاكرة الشعبية موكلة الغفلة والنسيان.

أضافت وردة زرقين الإعلامية بجريدة “المساء” الجزائرية، أنه من خلال الإبحار في هذا العالم من الموروث الثقافي، وجدت المجتمع من مختلف فئاته يميل لهذا الموروث الثقافي الشعبي، وأكدت أن ما جمعته من موروث ينطبق على واقعنا الحالي تقريبا، بحيث وجدت جلّ الأمثال تعبّر عن واقعنا وحياتنا اليومية، فمثلا وجود الأمثال الشعبية وسط الحديث أساسي وجوهري، وهي لغة تعبيرية صادقة ومريحة للقلب وتساعد على فهم الحياة ومتاعبها.

وعن اختيارها لعنوان الكتاب “تيزيمث”، قالت إنها اختارته أن يكون بهذا الاسم نسبة إلى التاج أو الجوهر الفضي الذي تضعه العروس أو المرأة القبائلية على جبينها “تيزيمث” الذي يعد من الجواهر التراثية في منطقة القبائل، يدل عل ثقافة المجتمع القبائلي، وهو حال التراث الشفوي الشعبي الذي جمعته في هذا الكتاب الذي يعبر عن هوية وأصالة وثقافة هذا المجتمع.

وتسعى الباحثة والإطار السابق بالجزائرية للمياه وحدة قالمة، مستقبلا، إلى جمع هذا التراث من المناطق المتبقية في الجزائر وتدوينه في كتب، وبالتالي توثيقه حتى يبقى متوارثا من جيل لآخر، وهكذا تساهم في الحفاظ على الذاكرة الشعبية، فهي تعد أوّل باحثة في الجزائر تجمع كلّ التراث الشعبي بشقيه العربي والأمازيغي، رغم أنها لا تتكلّم الأمازيغية، فقابلت الجدّات ودوّنت ما يقلنه، ثم طلبت الشرح، وبالتالي، يطبع الكتاب كما هو بترجمة تحتية باللغة العربية.

ومن مشاريعها المستقبلية، قالت أنها تنتظر إصدار كتاب حول التراث الشفوي الشعبي باللهجة الشاوية من ترجمة، شرح وتعليق، وكتاب آخر حول القصص الشعبية، وهو مضارب الأمثال الشعبية بعنوان “إكليل الزهور” على مستوى وزارة الثقافة في إطار صندوق الدعم، وبعد ذلك، سيكون لها بحث وجمع للتراث التارقي والمزابي إذا ساعفها الحظ وتوفّرت لها الإمكانيات. 

وتجدر الإشارة إلى أنه بعد إصدار كتاب أول لها بعنوان “العنقود” حول الأمثال الشعبية، البوقالات والألغاز الشعبية بدعم من وزارة الثقافة في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، صدر لها كتاب ثاني بعنوان “جواهر” حول الأمثال والألغاز الشعبية والبوقالات وهو الجزء الثاني، وجزء ثالث من هذا التراث بعنوان “ما ضل.. وما تبقى” تحت الطبع، كما صدر لها أيضا كتاب حول الأغنية الثورية الشعبية بمنطقة قالمة في الجزائر بعنوان “ايضاءات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى