قصائد مضمخة بالحب والأسئلة في بيت الشعر بـ”الشارقة”
الشارقة | عالم الثقافة
في إطار فعاليات منتدى الثلاثاء، أقام بيت الشعر بالشارقة أمسية شعرية، مساء الثلاثاء 02 يوليو، شارك فيها ثلاثة شعراء، سافروا بالحاضرين عبرها إلى عوالم الجمال والإبداع.
وقد شارك في هذه الأمسية كل من الشاعر السوداني محمد المؤيد مجذوب، والشاعر المصري د. أبو عبيدة صديق، والشاعر السوري د. محمد سعيد العتيق، وقدمتها الإعلامية ريم معروف، بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي، مدير بيت الشعر، وجمهور غفير من الشعراء والنقاد ومحبي الشعر، الذين كانوا في الموعد كعادتهم فاكتظ بهم المكان، وتفاعلوا بشكل كبير مع الشعراء والقصائد.
وبدأت الأمسية بتقديم الإعلامية ريم معروف، التي اشادت بجهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لجعله من إمارة الشارقة، وجهة الأدباء، وبوصلة الشعراء، كما أشادت بمتابعة دائرة الثقافة وبجهود بيت الشعر، وقالت في تقديمها: “لا يزال الشعر عاطلاً حتى تزينه الحكمة، ولا تزال الحكمة شاردة، حتى يؤويها بيت من الشعر”.
افتتح القراءات الشاعر محمد المؤيد مجذوب، الذي قدم مجموعة من النصوص تراوحت بين التعمق في النفس البشرية، وظواهر الحياة وتحولاتها، ففي قصيدته ” رسائل جسد هزيل لظل حالم ” يحاور الشاعر نفسه، بأسلوب حواري يطرح أسئلة ويقدم أجوبة، ثم يجنح إلى تقديم صورة متكاملة لكل تلك الرؤى في نصه، فيقول:
ظلٌّ على الطرقاتِ ظلّ مرددًا
لغة المصابيحِ المضاءة فارتَعَدْ
ضاق الطريق بنفسه وأبَى مرو
رَك ثم صار صديق غربتك الألَدْ
ستمُرُّ في كل اللغات الآن مح
ضَ مقولةٍ جاءت تُكذّبُ ماورَدْ
وعلى غرار نصه الأول، قدم الشاعر أيضا نصا آخر بعنوان “لاداعي للرسائل”، طرح عبر صوره تساؤلات ذات طابع إنساني، ومما جاء فيه:
هل أنتمُ الموتى؟ فكيفَ رحيلكُم؟
أم نحنُ موتى؟! ماالحياة تكلمُوا
الماء أثقلُ؟ كيف؟ ينقُصُ قاربٌ
الله !..هذا اللغزُ كيف سيُفهمُ ؟
للنيلِ حكمتُهُ بنا وبكم معاً
والشعرُ يُغريكُم بنا.. فتعلمُوا
مُذْ هدهدتنا موجةٌ لم ننتَبه
لسقُوطنا والماءُ لا يتهشّمُ
تلاه الشاعر د. أبو عبيدة صديق، فقرأ نصوصا تراوحت بين الحكمة وتأملات الحياة، ففي قصيدته “ضجر” يرسم صورا متلاحقة من تمثلات الطبيعة، كالغيم والنجوم والرياح، ويصوغها في قالب فني يعبر عن روح الشاعر، فيقول:
يمدُّ يدًا فيسحبُ غيــــ
مةً مرّت على عجلِ
ويُطفئُ نجمة كم زا
ولت عينيه لم تمِلِ
ويفتح بابهُ للري
ح لا جدوى من الوجلِ
ويصفح دون معتبة
ويسمح دونما ملل
أكل مساوئ الدنيا
من الإفراط في الأملِ!
أما في قصيدته “إلى المعلم” فيوجه تحية إلى المعلمين الذين يحاربون الجهل بالعلم، وينيرون عقول الأجيال، فتخضرّ بالمعرفة بعد أن كانت صحارى، يقول:
ويعبّدُ الصحراء في محرابه
فتصير من بعد القفار سهولا
تتابع العللُ الجسام فينبري
لا تاركًا حربًا ولا معلولا
ويمدُّ شريان الحياة بنبضه
فيدبُ في أوصالها لتصولا
أما ثالث شعراء الأمسية، فكان الشاعر د. محمد سعيد العتيق، الذي ألقى على الحاضين قصائد متنوعة، منها قصيدة بعنوان” رباعيات الزوايا السبعة”، تلاحقت فيها صور شعرية تعبر عن رؤى عاطفية، وافتتح بأبيات أهداها لصاحب السمو حاكم الشارقة، منها:
الشارقةْ.. بدميْ قدْ أشعلَتْ قمَرا
والقاسميّ توشّى في المدى مطرا
كنتَ الحكايةَ قبلَ الوصلِ فيْ شغفيْ
شوقًا، وَ تَشتاقُهُ روحٌ وَ طيبُ كرَى
أنتَ الخلودُ بعينِ الشَّمسِ مذْ طَلعتْ
تطاولتْ شمَمًا وَازَّينَتْ أُمرَا
سعفُ النَّخيلِ و زيتونٌ ، وَ داليةٌ
لما رأيتكَ ، وجهُ الشَّامِ قدْ حَضَرَا
ومن رباعياته التي ستصدر في ديوان قادم كما أشار، قرأ:
كوَّرتُ ليلي …. فلنْ أسعى لفتحِ مدى
ورحتُ أُشعلُ منْ صوتي سراجَ صدى
أرتّبُ الطينَ و الجدرانَ منْ أرقي
وأشتلُ المطرَ المطحونَ نهرَ ندى
حتى تنامَ غيومُ الخوفِ في خَلدي
ويبرقَ الحلُمُ المخفي نارَ هدى
كمْ كانَ مغتربًا قلبي و مُعتقدي
أستبعدُ الحبَّ منْ حولي … و ما ابتعدا
وفي نفس السياق المرتبط بعواطف الحب ومظاهره، قد أيضا قصيدة بعنوان “على حافة النوم” ومما قال فيها:
وفي داخلي جمرةٌ لو تذوبُ
أجرجر خلفي رمادًا يسيلُ
فتى الشك لو لم أكنّي دخانًا
منَ الماءِ ما قام عندي الدليلُ
ولا تهتُ في شارعٍ من يقينٍ
مشظّى ولا خانَ خطوي الرحيلُ
وفي ختام الأمسية كرّم الشاعر محمد البريكي الشعراء ومقدمة الأمسية، وقدم لهم شهادات التكريم