قراءة في ديوان “نداء من القلب” للشاعرة دولت الجنيدي
قراءة وتحليل: نزهة أبو غوش
نداء من القلب، هو الدّيوان الأوّل للشاعرة دولت الجندي وعند قراءتنا للدّيوان، نجد فعلا بأنّ ما كتبته من قصائد نابعة من صميم القلب؛ حيث أن العاطفة قد غلبت عليها بشكل ملحوظ، وهي العاطفة الجيّاشة تجاه الأحفاد؛ في يوم ميلاد، أو نجاح أو تخرّج، وقد استخدمت الشّاعرة الأسلوب الخطابي في مدح الحفيد في بغض القصائد: “يارا الحبيبة أنت يا أحلى الصّبايا…” “تمارا يا حلوة يا نوّارة” “أحمد يا حمادة”
أخذت القصائد الطّابع الدّيني والتّوجّه إلى الله تعالى في الدّعاء:“للبحر ساروا قبيل العيد ترقبهم…عناية السّرمديّ الواحد الأزلي” “مهما حمدناك يا ربّي نظلّ على…آيات لطفك تنجينا من الزّلل”
هناك في بعض القصائد الّتي تحمل الأسلوب السّردي الّذي يشدّ القارئ، فهي بمثابة قصّة شعريّة مشوّقة “مضى علاء يشقّ الأرض مستبقا…ما قد أخاف الوالد الوجل نادى عليه وموج البحر يقذفه…إلى قضاء قضاه الله في الأزل”.
بدت على القصائد روح التّفاؤل والفرح والأمل ألّتي تبعث على البهجة والفرح. “نشدتك الله يا شمس الأصيل.. فعندي مواويل أغنّيها” “لا تركنوا ففي غد…فسوف يأتي آخرون…أمامهم كلّ الصّخور تنحني”
في قصائد الجنيدي نجد الشّعور بالانتماء واضحا للوطن ولمسقط رأسها، مدينة خليل الرّحمن، نجد هنا صدق المشاعر والمحبّة لهذه المدينة؛ كذلك أظهرت الشاعرة أهميّة المساجد في فلسطين عامّة: “ما أحيلى الخليل مسقط رأسي… وأحيلى غد لأجمل أمس”
لقد برز في بعض القصائد الأسلوب النّقدي الّذي ينمّ عن الغضب على من تخلّى عن قضّية فلسطين:”زعماء قد ضيّعوا كلّ حقّ…وأضاعوا البلاد من أجل كرسي”
في قصيدة ابتهالات، أظهرت الشّاعرة مدى تقرّبها من الله تعالى، وأنّ رضاه هو بالغ أمنياتها. يشعر القارئ بأنّ القصيدة ذات نفحات ايمانيّة نابعة من قلب مؤمن بقضاء الله وعطائه.
لغة الشّاعرة لغة سلسة رقيقة بسيطة يستسيغها القارئ؛ استخدمت الشاعرة التشابيه البلاغيّة، وقد استعانت بالطّبيعة: الشّمس والبدر والأزهار والطّيور… “شريك روحي يا شمس النّهار ويا.. بدر الدّجى في ليالي العتم يضويها”
نلحظ أنّ هناك بعض التفاوت في مستوى القصائد، ربّما بتأثير الزّمن؛ لأنّ الشّاعرة أرّخت موعد كتابة كلّ قصيدة. أمّا بالنسبة للقصيدتين باللغة العاميّة، أرى أنّهما لا تنسجمان وباقي القصائد النثريّة ذات الشعر الحديث.