الأم الفلسطينية في الندوة العشرين لـ “أسرى يكتبون”
تقرير: فراس حج محمد
عُقدت في مقر رابطة الكتاب الأردنيين في عمان الندوة العشرين لمبادرة “أسرى يكتبون”، وذلك يوم الأحد الموافق 20.02.2022، وتناولت الندوة كتاب “أمي مريم الفلسطينيّة” للكاتب الأسير رائد محمد السعدي. وتولى إدارة الندوة القاص الأردني محمد مشّة، فعرف بالكاتب والكتاب.
كانت المداخلة الرئيسية قراءة نقدية للناقد الفلسطيني رائد الحواري متحدثا عن مضامين الكتاب وعن بعض القضايا الفنية، وجاء في مداخلته: “بما أن العنوان “أمي مريم الفلسطينية” فإن الكاتب يركز على هذا الأمر أكثر من سواه، فكل الأمهات وصفهن بهذه الصفة، مريم الفلسطينية”، وأضاف الحواري بما يتصل بالتجنيس الأدبي للكتاب “في هذا الكتاب الذي يتمرد على الشكل الأدبي الرائج، الرواية، يمكن أن يبنى عليه ليكون هذا النوع من الأدب خاص بالأسرى الفلسطينيين دون سواهم”، وأشار أيضا إلى قدرة الكاتب على إقناع القارئ فهو يتحدث بصدق، وبحميمية، ودون تكلف أو تجميل، فتخرج الكلمات من قلمه كما يخرج رغيف خبز الطازج من بين يد الأمهات.
وتحدث الكاتب الروائي والأسير المحرر وليد الهودلي عن علاقته بالكاتب رائد السعدي، إذ رافقه في الأسر لأكثر من عقد داخل المعتقلات، مشيدا بمواقفه ونضالاته، وأخلاقه، ومشددا على أهمية دعم الحركة الأسيرة والأسرى والعمل على تحريرهم مما هم فيه من قمع وأحكام جائرة.
وكانت مشاركة لوالد الأسير، الشاعر الحاج محمد شريف السعدي (أبو عماد) التسعينيّ الذي لم يفقد الأمل يومًا في أن يرى ابنه رائد محرّرًا ويضمّه إلى صدره وتحدّث بحرقة عن بعده عنه وألقى بعض قصائده، موجها رسالته إلى ولده متمنيا أن يرى قبل أن يحين الأجل.
تلته من بيت عائلة الأسير الكاتبة سحر أبو زينة بمداخلة حول الحركة الأسيرة ومعاناة الأهل وصبرهم وصمودهم مع أبنائهم الأسرى، وأشارت إلى البعد الإنساني الذي تضمنه كتاب “مريم أمي الفلسطينية”. واستذكرت بعضا من المواقف البطولية لبلدته سيلة الحارثية، وخشية الاحتلال من أهلها ومناضليها.
وتلاها عمار السعدي، أخو الأسير، بكلمة من الأسير رائد الذي شكر كل القائمين على هذه الندوة وعبّر عن سعادته للاهتمام بما كتبه وتناوله وأن رسالته وصلت رغم القضبان والسجان…بالإضافة إلى ما سبق، فقد كان هناك مداخلات لكل من الأستاذ عماد محاسنة والشاعرة عائدة أبو فرحة والأسيرة المحررة عطاف عليان.
وفي النهاية تحدث المحامي الحيفاوي حسن عبادي؛ مبيّنا أنّ الندوة عقدت تزامنًا مع عيد ميلاد الأسير رائد، وقد دخل- كذلك- عامه الرابع والثلاثين داخل الكيان الصهيوني، وأشار إلى أنّ الكتاب يتناول قصّة الأم الفلسطينيّة التي تتجسّد بأم الأسير؛ فتصوّر المريميات الفلسطينيّات اللواتي هنّ أمهات الأسرى والجرحى والشهداء، وهنّ من يحملن همّ القضيّة، متمنيًا الحريّة القريبة لكافّة أسرى الحريّة.. ومن الجدير بالذكر أن كتاب “أمي- مريم الفلسطينية” صدر عام 2021، عن مؤسسة مهجة القدس في قطاع غزة، بمقدمة للأسير هيثم حمدان، ويقع في (229) صفحة.