يُضْحِكُنِي الوَقارُ.. وأشياء أخرى
تركي عامر | فلسطين
(١)
قِيلَ فِي الدُّنْيا: قِسْمَةٌ وَنَصِيبُ.
ضَرْبَةٌ قَدْ تُصِيبُ أُخْرَى تَخِيبُ.
إِنَّما الفَرْقُ بَيْنَ تِلْكَ……. وَهٰذِي،
تِلْكَ تَعْلُو بِنا…….. وَهٰذِي تُعِيبُ.
(٢)
لَمِنْ طِينٍ…… وَمِنْ ماءٍ مَهِينِ،
هُـوَ الإِنْسانُ سَيِّدَتِي ٱسْمَعِينِي!
فَقالَتْ: إِنَّما الإِنْسانُ….. أُذْنٌ،
لَمِنْ طِينٍ وَأُخْرَى.. مِنْ عَجِينِ.
(٣)
قَرِيبًا كُنْتُ أَحْسَبُنِي…. إِلَيْها،
وَلٰكِنْ….. باتَ يُعْجِبُها الغَرِيبُ.
تُطِلُّ عَلَى الجَمِيعِ كَمِثْلِ شَمْسٍ،
بِلا حَرَجٍ..وَعَنْ جُرْحِي تَغِيبُ.
(٤)
كَـأَنِّـي كُنْتُ أَجْهَلُ مُسْتَواكِ،
وَبِتُّ الآنَ أَعْرِفُ ما ٱعْتَراكِ.
هَواكِ لُسُلَّمٌ…. وَهَوايَ سَلْمٌ،
فَعَيْنِي…. قَرَّرَتْ أَنْ لا تَراكِ.
(٥)
قَدِيمًا شاعَ فِي بَلَدِي خِطابُ:
قَرَعْتَ البابَ يَأْتِيكَ الجَـوابُ.
نُعاتِبُ مَـنْ نُحِبُّ وَلا نُجافِي،
بِـقَـدْرِ الحُـبِّ يَرْتَفِعُ العِـتـابُ.
(٦)
تَرانِي الرِّيحُ مُعْتَصِمًا بِـقَصْرٍ،
تَمُرُّ وَلَيْسَ تَسْأَلُنِي.. “لِماذا؟”.
تَرانِي الرِّيحُ مُعْتَكِفًا…. بِـقَبْرٍ،
فَتَنْبُشُنِي: تُرَى مِنْ أَيْنَ هٰذا؟
(٧)
شاءَ رَبُّ العِبادِ أَنْ تَسْتَعِينُوا،
بِهِ دَوْمًا… فَمَنْ سِواهُ مُعِينُ؟
مُؤْمِنٌ مـا كَفَرْتُ يَوْمًا بِدِينٍ،
غَيْرَ أَنِّي…. كَما أُدانُ أُدِينُ.
(٨)
عَبِيدٌ نَحْنُ نُعْرَضُ فِي مَزادٍ،
إِلَى الأَسْواقِ هُبُّوا.. يا عِبادُ!
تَعالَوْا وَٱشْتَرُوا خَدَمًا عُـراةً،
فَبِٱسْمِ اللهِ…. يُفْتَتُحُ المَزادُ.
(٩)
بِلادُ الرِّيحِ مَوْطِنُنا..وَفِيها،
نَشَأْنا يا أَخِي.. حُلُمًا وَعِلْمَا.
وَلٰكِنْ كَيْفَ أَقْبَلُ حِينَ تُفْتِي:
بِأُمِّكَ مَنْ زَنَى قَدْ صارَ عَمَّا؟
(١٠)
رَفَعْتُ عَقِيرَتِي طَرِبًا أُغَنِّي،
كَشَلّالٍ….. تَدَفَّقَتِ السُّطُورُ.
نُمُورُ الغابِ مِخْلَبُها مُمِيتٌ،
لَدَيْنا الآنَ مِنْ وَرَقٍ.. نُمُورُ.
(١١)
أَنا رُوحٌ.. يُجَسِّدُنِي زَمانِي،
وَبِي يا رِيحُ مُنْزَرِعٌ مَكانِي.
مَكانِي جَنَّةٌ…. حُلُمًا أَراها،
زَمانِي طَيَّها.. ثَمِلًا يَرانِي.
(١٢)
هِيَ الأَشْعارُ تَأْتِينِي كَـوَحْـيٍ،
وَبَعْضُ الشِّعْرِ عِلْمٌ.. وَٱخْتِبارُ.
وَقارُكَ يا صَدِيقِي… مُسْتَعارٌ،
فَكُفَّ الآنَ! يُضْحِكُنِي الوَقارُ.