كيفَ أغفو أو أنام؟
سمير شحادة | فلسطين
قلْ لي بِربِكَ
كيفَ أغفو؟
أو أنامْ؟
وبيارقي انطفأتْ ذُبالتُها
وسْطَ الزِّحامْ
ما عادَ يَغويها حداءُ
من رَكِبوا البِحارَ
في ما مضى من وقتْ
ولا بوحُ الحمامْ
ولا الوعودُ الكاذباتُ عن السلامْ
***
كيفَ أغفو
وخَيلُنا
ماعادتِ الخيلَ الأَصيلةَ والنَبيلة
ضاقتِ الدُنيا بها فَغَدتْ عَليلة
لا حولَ لها
ولا عزيمةْ
فرسانُها صاروا رُعاةً
ونفوسُهمْ صارتْ ذليلةْ
يستمرؤون الذلْ
كانهُ ظل الخميلةْ
او مثلَ ماجِنَةٍ تشَّهتْ
وتَثَنَّتْ في سريرِ عَشيقِها
وقتَ الهيامْ
***
كيفَ أَغفو؟
كيفَ أَحْلُمُ؟
كيفَ أَقطَعُ
هذي المسافاتِ البعيدةْ
والعنيدةْ؟
من فيافي وصَحارى وبحارْ
نحوَ شمسي والديارْ
وقدْ ضاعتْ أَمانِيَّ الفريدةْ
في سماءِ الملحِ وفي أرضِ اليَبابْ
بعدَ خمسينَ من العُمْرِ العَذابْ
بانتظارِ الحٌرِيّةِ الحمرا وإعلاءِ القِبابْ
في الخِيامْ
***
كيفَ أَغفو؟
وهلْ يغفو الميِّتُ المشتاقُ
للموتْ
في انتظارِ الوقتْ
والوقتُ لا يَمضي
ولا نارُ الشوقِ تَمضي
كيفََ أغفو ؟وفي يَدَيَّ الخَمرُ والجَمرُ
ووسادةُ القهرِ المقيمِ في فؤادي
حرٌ وقرُ
والماءُ طعمٌ الحَنظَلِ المرّْ
مُرٌ ومُرُّ
وعرائس الاحلام من حولي تراودني على نفسي
فكيفَ؟
وقدْ فُلَّ الحسامْ
كيفَ أَغفو أَو أنامْ؟.