تساؤلات مخفية
هشام مصطفي | شاعر وناقد مصري
أيُّها الشَّاعرُ … ماذا ؟
خبّأ الشِّعْرُ سوى قصَّةِ تِيْهٍ
دونَ زيْتونٍ وتينْ
ودروبٍ مِنْ عنا فكرٍ كسيحٍ لا يلينْ
لمْ تزلْ تفْتحُ فاها
لمزيدٍ مِنْ فُتاتِ العُمْرِ كيْ تسقي سؤالاً
أترى الأشعارُ ترجو
مِنْ زهورِ الحَرْفِ إيناعاً بلا أرضٍ وطينْ ؟!!
أيُّها المسْجونُ في سَطْرٍ
مِنَ الْماءِ المحنّى بالأسى لسْتَ سوى
معنى توارى خَلْفَ أسوارِ الحنينْ
غيْرَ أنَّ التيهَ أضحى
لا يعي …
كيفَ التقى الضَّدانِ مِنْ شكِّ العمى حيناً
ومِنْ فَجْرِ اليقينْ
هلْ عصا موسى غّدّتْ تخشى انشقاق البحر كي
تنجو مِنَ السيْفِ إلى تيهٍ مُدلّى
مِنْ جوابٍ
لمْ يَجِدْ ظِلّاً لكيْ لا
يصْطلي مِنْ بَوْحِ فكرٍ
لم يَعُدْ إلّا أنينْ
إنّما أنْتَ عبورٌ
مِنْ غياباتِ المُنى الموءودِ في جُبِّ الخَطايا
ترْتَجي ضوءً يُعَرِّي
أحْرفاً باتتْ صدىً تَغْوي خُطانا
خَلْفَ بابِ الأسْرِ في الشِّعْرِ السَّجينْ
أيُّها الآتي على ظَهْرِ سُطورٍ
أسْكَرتْها …
نشوةٌ وحْشيّةٌ تأبى انكسار الذّاتِ
في وجْهِ السِّنينْ
قدْ غَدَتْ دُنياكَ وحشاً
ليس يدْري
أيُّ درْبٍ يشْبِعُ الأشعارَ حتّى
تكْتفي مِنْ جسد الفكْر المُسجىَّ
في زوايا الصِّمْتِ والْموْتِ المبينْ
فأنا لسْتُ سوى صوْتٍ أتى
بيْنَ ظلالٍ لا تعي
أيَّ سحابٍ قدْ أظَلَتْ تحْتَها أمْ
أيَّ ريحٍ عاصفٍ أغرى شراعَ السَّطْرِ حتّى
يُبْحِرَ الحْرفُ إلى المعنى الجَنينْ
إنَّه الميلادُ لكنْ
للعمى نأتي … مِنَ المَجْهولِ … في المجْهولِ نَخطو
بيْنَهمْ عُمْرٌ سرى يحثو الزَّمانَ المُرَّ يرجو
انبثاق الشِّعْرِ مِنْ بيْنِ الطَّنينْ